إعطاء الانطلاقة لإنجاز حديقة الحيوانات الوطنية بقيمة 430 مليون درهم
جلالة الملك يدشن بالرباط المكتبة الوطنية للمملكة بكلفة 300 مليون درهم
22:02 | 16.10.2008 الدارالبيضاء: 'المغربية' (و م ع) | المغربية
دشن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الأربعاء بالرباط، المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، التي أنجزت على مساحة تصل إلى 20832 مترا مربعا، بغلاف مالي إجمالي يناهز 300 مليون درهم.
( ح م )
وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقطع الشريط الرمزي، قام صاحب الجلالة بجولة عبر مختلف مرافق المكتبة، التي تتوفر على مجموعة من الفضاءات، منها فضاء للاستقبال العام، الذي يشكل العتبة الأولى لزائر المكتبة، ويحتوي على مكتب للاستعلامات، يقدم للزائر المعلومات عن مختلف مصالح المكتبة، ومكتبة للتسجيل والانخراط، وقاعة للمؤتمرات والأنشطة الثقافية، تتسع لأكثر من 300 مقعد، وقاعة للمعارض الفنية، وأخرى للتنشيط والتكوين، وقاعة لجمعية أصدقاء المكتبة الوطنية.
كما تتوفر المكتبة على مدخل رئيسي، يحتوي على مكتب استقبال وتوجيه ومراقبة المنخرطين وزوار المكتبة، بالإضافة إلى فضاء خاص بالمعاقين، يمنح كل الخدمات لهذه الفئة من المواطنين على اختلاف إعاقاتهم، وفضاء آخر خاص بالدوريات، وجناح خاص بالملصقات والخرائط وبطاقات البريد القديمة، وفضاء للحوامل السمعية البصرية والرقمية والمصغرات الفيلمية، وفضاء لولوج المطبوعات، وجناح للمخطوطات والكتب والوثائق النادرة، يضم أماكن للعرض والبحث والتناول، وفضاء خاص بالباحثين، ومخازن للحفاظ على التراث الوثائقي والثقافي، ومصالح إدارية وأخرى لمعالجة الوثائق.
ويقع المبنى الجديد للمكتبة بين شارعي ابن حزم وابن خلدون وسط عاصمة المملكة، غير بعيد عن أهم المعالم التاريخية والثقافية بالمدينة (الأوداية، شالة، حسان، باب الرواح، المدينة العتيقة...)، وقريب جدا من مؤسسات علمية وجامعية، كما أن الوصول إليه ميسر بانسيابية، من خلال مختلف الطرق والمسالك المؤدية إليه.
واعتبارا لوجود مجموعة من الحدائق والفضاءات الخضراء بمحيط المبنى الجديد، جرى احترام هذا المعطى الطبيعي والجمالي في عمليتي التشييد والتهيئة، مما سيمنح للمكتبة الوطنية الجديدة رونقا حضاريا متميزا.
( ح م )
وستتولى هذه المعلمة التاريخية القيام بمجموعة من المهام تتمثل في جمع ومعالجة وحفظ ونشر الرصيد الوثائقي الوطني، وكذا المجموعات الوثائقية الأجنبية، التي تمثل مختلف معارف الإنسانية، كما ستضطلع بمهمة التكفل بتلقي وتدبير الإيداع القانوني، طبقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل، وإعداد ونشر البيبليوغرافية الوطنية، واقتناء الوثائق الوطنية والأجنبية، من مخطوطات ومطبوعات وأختام وبطاقات وخرائط ومقطوعات موسيقية وصور فوتوغرافية ووثائق صوتية وبصرية وسمعية ومعلوماتية ونقود وميداليات عن طريق الشراء أو الهبات أو التبادل.
كما ستتولى المكتبة فهرسة وتحليل وتصنيف الوثائق المحفوظة لديها، وتوفير وسائل البحث البيبليوغرافي، والسهر على صيانة المجموعات الوثائقية الخاصة بها والحفاظ عليها، واقتراح الإجراءات اللازمة لصيانة الرصيد الوثائقي الوطني، وتدبير الرقم الدولي الموحد للكتب (ردمك)، والرقم الدولي الموحد للدوريات (ردمد)، على الصعيد الوطني، والعمل على تشجيع وتيسير سبل الاطلاع على المجموعات الوثائقية، والمعلومات البيبليوغرافية المتوفرة لديها.
وستعمل المكتبة على وضع مجموعاتها الوثائقية رهن إشارة العموم، مع مراعاة الأحكام التشريعية المتعلقة بالملكية الفكرية، وتوفير الخدمات المتعلقة بالمعلومات البيبليوغرافية، سيما عن طريق استعمال التكنولوجيات الحديثة لتيسير سبل الإطلاع على الوثائق الموجودة بمختلف المكتبات الأخرى الوطنية والأجنبية، واقتراح وتنفيذ برامج على الصعيد الوطني، لمعالجة التراث المخطوط والحفاظ عليه والتعريف به، والقيام في نطاق المهام المسندة لها بأعمال الاستشارة والمساعدة التقنية والتكوين.
وبهذه المناسبة، وشح جلالة الملك بعض الأدباء والمسرحيين والفنانين التشكيليين والمطربين بأوسمة ملكية سامية.
هكذا، وشح جلالة الملك بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد، الكاتب وقيدوم المسرحيين المغاربة، عبد الله شقرون.
وبوسام المكافاة الوطنية من درجة ضابط، وشح جلالة الملك الناقد والمنظر الأدبي، محمد مفتاح، والكاتب والقاص، إدريس الخوري، والأديبة والشاعرة، أمينة لمريني، والفنانين المسرحين، محمد الخلفي، وعبد اللطيف هلال، وعائد موهوب، والفنان والمطرب عبد الهادي بلخياط، والمطربة حياة الإدريسي، والفنانين التشكيليين، محمد شبعة، ومحمد المليحي، ومحمد بناني.
وكان جلالة الملك استعرض لدى وصوله، تشكيلة من الحرس الملكي، أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته، شكيب بنموسى، وزير الداخلية، وصلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية، وكريم غلاب، وزير التجهيز والنقل، وأحمد خشيشن، وزير الترببة الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العملي، وثريا جبران قريتيف، وزيرة الثقافة، وسفراء كل من فرنسا، وإسبانيا، وألمانيا، واليابان، وممثل سفارة بلجيكا، وممثل جهة فالونيا – بروكسيل، ووالي جهة الرباط سلا زور زعير.
كما تقدم للسلام على جلالة الملك، محمد الأشعري، وزير الثقافة السابق، وعبد اللطيف بربيش، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، ورئيسا جامعتي محمد الخامس- أكدال، ومحمد الخامس- السويسي، والعامل المكلف بالكتابة العامة لولاية الرباط، وقائد الموقع العسكري، ورئيسا الجماعتين الحضريتين الرباط وأكدال- الرياض، والهيئة القضائية، ورئيس المجلس العلمي المحلي، و المنتخبون، وممثلو السلطات المحلية، وشخصيات أخرى.
وفي اليوم نفسه، أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على إعطاء انطلاقة إنجاز حديقة الحيوانات الوطنية بالرباط، التي ستمتد على مساحة 50 هكتارا، بغلاف مالي يبلغ 430 مليون درهم.
وتضمن مخطط التهيئة الخاص بهذه المنشأة، إحداث حديقة للحيوانات بالنهار، على مساحة 20 هكتارا، متخصصة في تقديم مجموعة من الأصناف الحيوانية الإفريقية والصحراوية والمغربية، وهي مصممة وفق أحدث تقنيات الغمر والمشاهد التسلسلية والمتعاقبة، وستوفر مناظر تحاكي المناظر الطبيعية المتعددة الأبعاد.
كما ستوفر الحديقة برنامجا للرحلات (رحلات سفاري ليلية) تمتد على مساحة 10 هكتارات، ستمكن من زيادة مدة زيارة الحديقة، والتعرف على النشاط الليلي للحيوانات، بالإضافة إلى منتزه للألعاب، والجذب السياحي للشباب، يرتكز حول الأنشطة التعليمية والترفيهية، ومركز للاستقبال والترفيه لتدبير أنشطة وأحداث متصلة بمهام الحديقة، ومطاعم للاستجابة لمتطلبات الزوار من مختلف العينات، وبنية تحتية لتجهيز الحديقة بجميع المعدات، والزيادة من جاذبيتها وربحيتها (قرية تقليدية ولقاءات تنشيطية وترفيهية).
وسيستفيد المشروع المهم من خبرة دولية لإنجاز المخطط المديري للتهيئة، وصياغة المناهج التربوية ذات الميزة التعليمية والثقافية.
وضمن هذا المنظور، وتنفيذا للإرادة الملكية لتمكين العاصمة من حديقة حيوانات حديثة تستجيب للقواعد والمعايير الدولية، أحدثت الحكومة شركة "حديقة الحيوانات الوطنية"، برأس مال أولي يبلغ 300 ألف درهم، مملوكة للدولة، إذ انتدب لها تصميم وإنشاء وإدارة حديقة الحيوانات الجديدة.
واتخذت خلال هذه المرحلة الانتقالية كافة الترتيبات التقنية والفنية اللازمة لراحة وصون تشكيلات الحيوانات بالحديقة الحالية.
ولتوفير جميع الشروط المناسبة لتحقيق هذا المشروع الواعد، جرى اختيار موقع آخر على مساحة 50 هكتارا بالمنطقة المجاورة للحزام الأخضر، حيث جرى تحويل الوعاء إلى الملك الخاص للدولة، لوضعه رهن إشارة شركة الحديقة.
ويتسم هذا الموقع بمزايا القرب من منطقة غابوية محمية تشكل امتدادا للحزام الأخضر، وظروف ملائمة لخدمة المواصلات، وتكامله مع غيره من المشاريع الإنمائية الرئيسية والسياحة الترفيهية بمدينة الرباط، وقربه من المنتجعات المطلة على الساحل الأطلسي، ومن المراكز الحضرية الكبرى.
وستنتهي الأشغال بالمشروع في متم سنة 2010، وسينفذ على ثلاث مراحل، ، ستجري في المرحلة الأولى صياغة أولية لبرنامج تعليمي ذي خاصية تربوية وثقافية، حيث سيشكل هيكل تصميم المخطط العام، وفي الثانية، سيجري إعداد برنامج تقني ومعماري، فضلا عن دفتر التحملات للتشاور واختيار المقاولين، بينما سيجري في المرحلة الأخيرة الشروع في تنفيذ المشروع.
وسيعكس المشروع، البناء التمثيلي للنظام الإيكولوجي لجبال الأطلس، على شكل تلال ومنحدرات صخرية، ممتدة على عشرات الأمتار، حيث سيعاد تشخيص الحياة البرية (أسود الأطلس، أيل الأطلس، وقرد الأطلس...)، مع استنساخ للمستنقعات باستعمال نوافذ تحت مائية لمراقبة الحيوانات في بيئتها الطبيعية (فرس النهر، تماسيح).
وستجري تهيئة مناظره الطبيعية من خلال غابات كثيفة من أشجار استوائية وحيوانات وقرود وطيور وببغاوات.
وستعرض الحديقة أكثر الأصناف الحيوانية أهمية بالعالم (الفيلة والزرافات وأسود وفهود وحمير وحشية)، مع استعمال تقنية استنساخ المناظر الطبيعية الرملية والصخرية، ومحاكاة لصور المناطق الجافة، بالإضافة إلى تنظيم زيارات ليلية لاستكشاف مناظر تصعب مشاهدتها بحديقة كلاسيكية.