الصحيفــــ 35 ـة الاقتصادية المغربية

بسم الله الرحمن الرحيم
أعلن محمد بوسعيد, وزير السياحة والصناعة التقليدية, عن إحداث "طاسك فورص" (مجموعة عمل), من أجل استباق الآثار السلبية للظرفية المالية والاقتصادية العالمية على القطاع السياحي المغربي.


القطاع السياحي هش أكثر من غيره ويحتاج إلى إجراءات احترازية (خاص
وأوضح الوزير, بمناسبة انعقاد الجمع العام العادي لمرصد السياحة في المغرب, أن هذا الإجراء "يندرج في إطار الجهود المبذولة من وزارة السياحة, بتعاون مع مهنيي القطاع, من أجل استباق آثار الأزمة المالية العالمية".

وأوضح بلاغ لوزارة السياحة, أن "طاسك فورص", التي تتجلى مهمتها الأساسية في "اقتراح مخطط استباق "كاب 2009", استعجالي وواقعي, يدخل حيز التنفيذ خلال سنة 2009, ستتشكل من رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة, ورئيس مرصد السياحة, ورؤساء الفيدراليات المهنية الأربع لقطاع السياحة, هي أرباب الفنادق, ووكالات السياحة, والنقل السياحي, وأصحاب المطاعم, إضافة إلى رؤساء المراكز الجهوية للسياحة.

ويهدف مخ عمل مرصد السياحة, لفترة 2008 ـ 2009, إلى إعادة تموقع الهيئة, سيسمح له بالتوفر على الوسائل اللازمة لاستباق التحولات المرتبطة بالظرفية, ومن أجل مواكبة أفضل لعملية تطوير القطاع السياحي.

ويتزامن تشكيل مجموعة العمل هذه, مع إطلاق المكتب الوطني المغربي للسياحة, حملة إعلامية جديدة, تدوم إلى نهاية 2008. وتراهن المبادرة التي تحمل "إغناء الروح", على الأسواق التقليدية للمغرب, خصوصا البلدان الأوروبية, وبلدان أوروبية أخرى, (السويد والنرويج), وبلدان أوروبا الشرقية (بولونيا), وروسيا, في حين توجه إلى بلدان الشرق الأوسط, اعتبارا من بداية 2009.

وقال حميد عدو, مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة, في لقاء مع الصحافة, أمس الثلاثاء, حضره محمد بوسعيد, وزير السياحة والصناعة التقليدية, وأطر الوزارة, إن الحملة الدولية, تعد "تموقعا جديدا يراهن على المؤهلات الفريدة للمغرب", باعتباره "وجهة سياحية عريقة ومتنوعة, ترتكز على ثقافة غنية وتقاليد وتراث وفنون متنوعة, إضافة إلى معمار وموروث ثقافي وحضاري متميز".

وحسب حميد عدو, يتعين على المغرب أن يستثمر المؤهلات الثقافية الغنية والأصيلة التي يتميز بها, إذ تضفي قيمة مضافة على رصيده السياحي, مقارنة مع البلدان المنافسة, لاسيما مصر وإسبانيا وتونس وتركيا واليونان.

وقال المسؤول في مكتب السياحة, إن السياحة قطاع يشهد باستمرار تنافسا شديدا بين البلدان المستقبلة, مشددا على أن الاستثمار في التواصل يشكل أولوية في التوجه الجديد للمكتب. وأعطى رقما دالا على أهمية الاستثمار الذي تنجزه البلدان الخمسة الأكثر تنافسا للمغرب في المجال السياحي, هي تركيا وتونس واليونان ومصر وإسبانيا, في أوروبا, بلغ 884 مليون أورو.

وركز المسؤول على أهمية استخدام الأنترنت لزيادة النشاط السياحي, معتبرا أن حجم أعمال حجوزات الأسفار, ارتفعت بنسبة 35 في المائة, لتصل إلى 4.2 ملايير أورو.
وسيطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة, ابتداء من 22 أكتوبر الجاري, بوابة جديدة على شبكة الانترنت, تحت عنوان: دبليو دبليو دبليو .فيزيتموروكو.كوم. ويندرج الموقع في سياق تعزيز الرؤية السياحية الجديدة, التي تخطط لها وزارة السياحة تحت عنوان "رؤية 2020", امتدادا لـ "رؤية 2010", الهادفة إلى استقطاب 10 ملايين سائح, بعد سنتين.

وكانت المناظرة الدولية الثامنة للسياحة, التي استضافتها تطوان, في 14 يونيو الماضي, أوصت بالاهتمام أكثر بمسألة الإنعاش. وتقرر, في إطار المحور المتعلق بإنعاش التسويق, أن ينصب الاهتمام على الأسواق ذات الأولوية, خصوصا فرنسا وألمانيا وبريطانيا إيطاليا وإسبانيا والبنيلوكس, ومواصلة تنمية أسواق الدول الشرقية (روسيا وبولونيا), والبحث عن أسواق جديدة مثل السوق اليابانية والصينية, وتعزيز استراتيجية متعددة القنوات للتسويق, عبر موقع إلكتروني للبيع المباشر, وبوابة للمغرب, من أجل تعزيز صورة الوجهة, وإعداد توجه جديد لترويج السياحة الداخلية.

ويحتل السياح الفرنسيون مقدمة الوافدين على المغرب, منذ الاستقلال, بما مجموعه 2.85 مليون مسافر (سنة 2007), متبوعين بالسياح الإسبان بـ 1.6 مليون سائح, والبلجيكيين بـ 431 ألفا, والبريطانيين بـ 419 ألفا, والإيطاليين بـ 370 ألفا, والهولنديين بـ 361 ألفا, والألمان بـ 296 ألفا.

ومن المقرر أن يتضاعف عدد السياح الفرنسيين ليصل إلى 3 ملايين سائح, والسياح البريطانيين إلى 670 ألف سائح, وسياح أوروبا الشرقية (بولونيا وروسيا) إلى حوالي مليون سائح, في حين يتوقع أن ينمو عدد السياح الوافدين على المغرب من الشرق الأوسط (بلدان الخليج على الخصوص) إلى 600 ألف سائح, في أفق 2010.

المغرب يخطط لاستقبال 670 ألف سائح بريطاني
يعد المغرب من بين الوجهات السياحية المفضلة لدى البريطانيين, ويأتي بعد إسبانيا ومصر والولايات المتحدة الأميركية, بالنسبة إلى البلدان الأكثر قصدا من جانب البريطانيين.

وتتزايد أعداد السياح البريطانيين نحو المغرب سنة بعد أخرى. ومن الجانب المغربي تعمق الاهتمام بالسوق السياحية البريطانية, إذ كشفت دراسة أجراها, أخيرا, المكتب الوطني المغربي للسياحة, أن السوق البريطانية "واعدة وينبغي أن تحظى بالأولوية". وانطلاقا من الدراسة, وضع المكتب في هذا السياق استراتيجية تسويقية ملائمة تهدف استقطاب 670 ألف سائح بريطاني على الأقل في أفق 2010, ضمن 10 ملايين سائح, يخطط المغرب لاستقبالها انطلاقا من هذا التاريخ.

ومن أجل مواكبة متطلبات المخطط, تركز الاهتمام في السنتين الأخيرتين على تكثيف النقل الجوي المباشر, بين المدن البريطانية والوجهات السياحية المغربية, لاسيما مراكش وفاس وأكادير.

ويأتي المغرب حاليا في المرتبة الخامسة عالميا ضمن الوجهات المفضلة من جانب البريطانيين, بعد كل من إسبانيا وفرنسا وتركيا وتونس, إلا أن الأعداد ما تزال متواضعة, إذ تتجاوز قليلا 300 ألف. وعلى مستوى المدن المفضلة ضمن قائمة المدن المغربية لزيارتها والإقامة فيها, تبقى مراكش الوجهة المفضلة بنسبة 80 في المائة, متبوعة بمدينة أكادير ثم فاس.