هي تحويل المياه المالحة إلى مياه نقية من الأملاح صالحة للاستخدام .ويتم ذلك عبر طرق عديدة للتحلية .
عوامل اختيار الطريقة المناسبة للتحلية:
أولا : نوعية مياه البحر ( تركيز الأملاح الذائبة الكلية) :
تصل كمية الأملاح الكلية المذابة في المياه الخليج العربي إلى
حوالي 56000 جزء من المليون كما أنها تتراوح ما بين 38000 إلى 43000 جزء
من المليون في مياه البحر الأحمر .
ثانياً : درجة حرارة مياه البحر والعوامل الطبية المؤثرة فيه :
ويجب مراعاة ذلك عند تصميم المحطات حيث أن المحطة تعطي الإنتاج
المطلوب عند درجة الحرارة المختارة للتصميم بحيث لو زادت أو انخفضت درجة
الحرارة عن هذا المعدل فإن ذلك يؤثر على كمية المنتج بالزيادة أو النقصان
أما العوامل الطبيعية المؤثرة فتشمل المد والجزر وعمق البحر وعند مأخذ
المياه وتلوث البيئة .
ثالثاً : تكلفة وحدة المنتج من ماء وكهرباء :
وذلك بمتابعة أحدث التطورات العالمية في مجال التحلية وتوليد
الطاقة للوصول إلى أفضل الطرق من الناحية الاقتصادية من حيث التكلفة
الرأسمالية وتكاليف التشغيل والصيانة .
وصف مبسط لمحطة تحلية:
يبدأ دخول مياه البحر إلى مآخذ مياه البحر من خلال مصافي وذلك لمنع
الشوائب من الدخول إلى مضخات مياه البحر التي تقوم بدورها بضخ مياه البحر
إلى المبخرات . هذا ويتم حقن مياه البحر بمحلول هيبوكلوريد الصوديوم عند
مآخذ مياه البحر أي قبل دخولها المبخرات وذلك لمعالجتها من المواد
البيولوجية العالقة بها . ويتم تجهيز هذا المحلول في خزانات ومن ثم يتم
حقنه خلال مضخات بمعدلات حسب الطلب.
يوجد بمآخذ مياه البحر لوحات توزيع القوى الكهربائية التي تغذي المضخات
وغيرها بالكهرباء ، كما يوجد أيضا أجهزة القياس والتحكم اللازمة لهذه
المعدات . هذا ويتم انتقال مياه البحر بعد ذلك إلى المبخرات والتي تتكون
من عدة مراجل يتم خلالها تبخير مياه البحر ومن ثم تكثيفها وتجميعها .
وبالنظر إلى ما يحدث للعمليات المتتابعة المياه لحظة دخولها المبخرات وحتى
الحصول على المياه العذبة نجد أنه يتم إضافة بعض الكيماويات منها ( البولي
فوسفات ) إلى مياه البحر قبل دخولها المبخرات وذلك لمنع الترسبات (القشور
SCALES ) داخل أنابيب المكثفات والمبادلات الحرارية كما نجد أن مياه البحر
هذه تمرر على أجهزة تسمى بنوازع الهواء وذلك للتخلص من الغازات المذابة
بمياه البحر كما يتم تسخين مياه البحر بواسطة مبادلات حرارية تعمل بالبخار
وتسمى ( مسخنات المياه المالحة ) . هذا ويلزم للمبخرات أنواع متعددة من
المضخات منها ما يلزم لتدوير الماء الملحي داخل المبخرات ومنها ما يلزم
لتصريف الرجيع الملحي إلى قناة الصرف ومنها ما يلزم لضخ الماء المنتج إلى
محطة المعالجة الكيماوية .
هذا وبعد ضخ الماء المنتج إلى محطة الكيماوية والتي يتم فيها معالجة
المياه المنتجة بالمواد المختلفة مثل الكلور وثاني أكسيد الكربون والجير
حتى يصبح حسب المواصفات المطلوبة عالمياً يتم نقله من محطة المعالجة
الكيماوية إلى الخزانات الكبيرة التي تمد الشبكة بالماء الصالح للشرب.
طرق تحلية المياه المالحة
أولا : تحلية المياه بطرق التقطير
ثانياً: التحلية باستخدام طرق الأغشية
ثالثاً : تحلية المياه بطريقة البلورة أو التجميد .
تحلية المياه بطرق التقطير
الفكرة الأساسية لعمليات التقطير تكمن في رفع درجة حرارة
المياه المالحة الى درجة الغليان وتكوين بخار الماء الذي يتم تكثيفه بعد
ذلك الى ماء ومن ثم معالجته ليكون ماء صالحا للشرب أو الري .
طرق التقطير : نذكر منها بعض الطرق المهمة :
1- التقطير العادي :
يتم غلي الماء المالح في خزان ماء بدون ضغط . ويصعد بخار الماء الى أعلى
الخزان ويخرج عبر مسار موصل الى المكثف الذي يقوم بتكثيف بخار الماء الذي
تتحول الى قطرات ماء يتم تجميعها في خزان الماء المقطر . وتستخدم هذه
الطريقة في محطات التحلية ذات الطاقة الإنتاجية الصغيرة.
2- التقطير الومضي متعدد المراحل :
اعتماداً على الحقيقة التي تقرر أن درجة غليان السوائل تتناسب طردياً مع
الضغط الواقع عيها فكلما قل الضغط الواقع على السائل انخفضت درجة غليانه .
وفي هذه الطريقة تمر مياه البحر بعد تسخينها إلى غرف متتالية ذات ضغط
منخفض فتحول المياه إلى بخار ماء يتم تكثيفه على أسطح باردة ويجمع ويعالج
بكميات صالحة للشرب . وتستخدم هذه الطريقة في محطات التحلية ذات الطاقة
الإنتاجية الكبيرة (30000 متر مكعب أي حوتاي 8 ملايين جلون مياه يوميا ) .
3- التقطير بمتعدد المراحل ( متعدد التأثير ):
تقوم المقطرات المتعددة التأثيرات بالاستفادة من الأبخرة المتصاعدة من
المبخر الأول للتكثف في المبخر الثاني . وعليه ، تستخدم حرارة التكثف في
غلي ماء البحر في المبخر الثاني ، وبالتالي فإن المبخر الثاني يعمل كمكثف
للأبخرة القادمة من المبخر الأول ،وتصبح هذه الأبخرة في المبخر الثاني مثل
مهمة بخار التسخين في المبخر الأول. وبالمثل ، فإن المبخر الثالث يعمل
كمكثف للمبخر الثاني وهكذا ويسمى كل مبخر في تلك السلسة بالتأثير.
4-التقطير باستخدام الطاقة الشمسية :
تعتمد هذه الطريقة على الاستفادة من الطاقة الشمسية في تسخين مياه البحر
حتى درجة التبخر ثم يتم تكثيفها على أسطح باردة وتجمع في مواسير .
5-التقطير بطريقة البخار المضغوط .:
بينما تستخدم وحدات التقطير متعدد التأثير والتبخير الفجائي مصدر بخار
خارجي للتسخين كمصدر أساسي للحرارة ، فإن التقطير بانضغاط البخار – والذي
يختصر عادة إلى التقطير بالانضغاط –يستخدم بخاره الخاص كمصدر حراري بعدما
يضغط هذا البخار . وفي هذه الطريقة ، يمكن الحصول على اقتصادية عالية
للطاقة . ولكن ، من الضروري الحصول على الطاقة الميكانيكية باستخدام ضاغط
( أو أي شكل للطاقة المستفادة بأجهزة أخرى مثل ضاغط الطارد البخاري
steam-ejector compressor).
يسخن ماء البحر مبدئيا في مبادل حراري أنبوبي مستخدما كلا من الماء الملح
والماء المطرود والماء العذب الخارجي من الوحدة ثم يغلى ماء البحر داخل
أنابيب المقطر . وتضغط الأبخرة ، ثم ترجع الى المقطر حيث تتكثف خارج
الأنابيب مما يوفر الحرارة اللازمة لعملية الغليان . وتسحب الغازات غير
القابلة للتكثيف من حيز البخار والتكثيف بوساطة مضخة سحب أو طارد بخاري
أيهما يلائم.
ويعتبر الضاغط هو قلب وحدة التقطير. فإذا لم تضغط الأبخرة فإنه لا يمكنها
التكثف على الأنابيب الحاملة لماء البحر المغلي لأن درجة حرارة تكثيف
البخار النقي عند ضغط معين تقل عن درجة حرارة غليان الماء الملح عند هذا
الضغط . فمثلا ، إذا كان ضغط البخار 1 ضغط جوي ، فإن بخار الماء يتكثف عند
درجة 100 م ، ولكن ماء البحر بتركيز مضاعف يغلي عند حوالي 101م . وحتى
يتسنى للأبخرة التكثف عند درجة حرارة 101م ، فإنه يلزم على الأقل لهذه
الأبخرة أن تضغط الى ضغط 1.03 ضغط جوي.