نعيمة ماجر صاحبة ثورة الحجاب وعاشقة الضاد تتحدث للقادسية :
"فضلت الإعلام على القضاء والمحاماة... وأنا أول مذيعة بشهادة ليسانس"
إنها صاحبة الثورة غير المسبوقة للحجاب في التلفزيون
الجزائري ورافعة أكبر تحدي بحجابها الوردي الذي أطلت به كمذيعة ربط في أول
أيام رمضان من عام 1993 فكانت نعيمة ماجر قد غيرت جزء كبيرا من تاريخ
التلفزيون الجزائري بأن دفعت "حادثتها" أو ثورتها إدارة الجهاز الإعلامي
الأكبر في الجزائر إلى إلغاء دور "مذيعات الربط" بشكل نهائي وحصل لها شرف
أن تكون آخر مذيعة ربط تظهر على التلفزيون الجزائري....
نعيمة ماجر سيدة البيت وأم الأربع بنات هي أيضا السيدة
الناجحة في تسيير أسرة افتقدت للسلطة الأبوية فكانت الأم والأب في آن معا
وأدت هذا الإنجاز على أكمل وجه كما ساهمت في شهرة عائلة ماجر الشعبية
البسيطة مع شقيقها رابح سواء بسواء فإذا كان هو قد اختط أمجاد ملحمة خيخون
في رمضان 1982 مع رفقته الذهبية بلومي وعصاد وغيرهما وتحت رعاية ودعم
المسؤولين والأوصياء فإن نعيمة فجرت ثورتها وملحمتها في رمضان 1993 وهي
تتحدى الكل ولكن صدق نيتها جعل ثورتها تتحول إلى موضة محمودة مطلوبة في
تلفزيونات العرب اليوم وما من مذيعة أو صحفية تراها في أي قناة تلفزيونية
ترتدي الحجاب إلا وتذكرك على الفور بسيدة الحجاب الأولى نعيمة ماجر التي
كان لنا معها هذا الحوار المقتضب على هامش الأبواب المفتوحة على الإعلام
بقصر المعارض بوهران.
س1: 15 سنة غياب عن التلفزيون منذ حادثة أو ثورة الحجاب الشهيرة أين هي السيدة نعيمة وما هي مهمتها في التلفزيون؟
نعيمة: أنا غائبة عن الشاشة أي عن الظهور ولكنني لا
أزال بالتلفزيون ضمن جنود الخفاء أقوم بوظيفة مسؤولة البرامج العربية
بالقناة التلفزيونية الأرضية.
س2: هل لنا أن نعرف بالضبط مهامك في هذه الوظيفة؟
نعيمة: كما تعرفون فإن جل البرامج العربية خاصة منها
الأفلام والأغاني لا تخلو من لقطات ومشاهد تخل بالحياء العام وتخدشه لذلك
فمهامي بهذا المنصب لا تنحصر فقط بالبرمجة الزمنية كما تتصورون بل إنني
بمثابة الغربال إو "الفيلتر" الذي يفصل الغث عن السمين ويسهر على حماية
الحياء العام حتى نقدم المنتوج العربي للعائلات الجزائرية في أحسن صورة من
دون مشاهد العري ولقطات الفحش وكذا بعض الأفكار والعبارات والإشارات
المروجة لإشاعة التنصير
س3: نريد أن نعود بك إلى 15 سنة خلت إذا كان ذلك لا يزعجك ولا يقلب عليك المواجع هل ذلك ممكن؟
نعيمة: ممكن جدا وأعرف ماذا تقصد لقد كان ذلك في أول
أيام الشهر الفضيل وكنت أمام المرآة في البيت أتأهب للذهاب للعمل
بالتلفزيون ووضعت الخمار الوردي الذي شاهده الجميع على التلفزيون في ذلك
اليوم لم أكن قد قررت بجدية أن أرتدي الحجاب وهذا لا يعني شيئا آخر فقد
كنت ولا أزال متدينة محافظة أستمد هذه القيم من تربية الوالدين. وضعت
الخمار أمام المرآة وكان إلى جانبي شقيقي الأصغر يزيد الشاب الملتحي الذي
كان يعيش يومها قمة الفخر بتنامي مظاهر الإسلام وتسيد التيار الإسلامي
فسألته مازحة ما رأيك لو ظهرت بهذا الحجاب اليوم على الشاشة وكان رده جد
منه على هزل مني وفي نبرة الذي يختبر قوة شخصيتي قال: "شيش" بمعنى أتحداك
أن تفعليها وهذا ما حدث فعلا!!
س4: إذا لم يكن هناك شيء مما الصق بك من تهم تعاطف مع التيار الإسلامي والفيس تحديدا؟!
نعيمة: طبعا لا شيء من هذا. أنا لا أفقه شيئا في
السياسة ولا أرى في المظاهر والسلوكات الإسلامية إلا أنها انصياع لديننا
الحنيف وليس هناك حزب ما أو سياسي ما يمكن أن يستهويني كلامه لأنني لا
أعرف ولا أجيد ولا أريد إلا أن أكون إعلامية وكفى وإلا فإنني كنت قد فضلت
أن أشق طريقا لي في سلك المحاماة أو القضاء مثلا.
س5: هذا يعني أن السيدة نعيمة ماجر حاملة شهادة ليسانس في الحقوق؟
نعيمة: نعم ولمعلوماتك فأنا أول مذيعة بالتلفزيون
الجزائري توظف بشهادة جامعية وقد فضلت كما قلت لك أن أكون إعلامية على أن
أكون قاضية أو محامية مع احترامي لكل القضاة والمحامين.
س6: هذا الحب الكبير للإعلام والصحافة لا أظنه وليد صدفة؟
نعيمة: فعلا إنه حلم كبر معي يوما بيوم وسنة بسنة فقد
كانت بداياتي الأولى مع حبي الشديد للغة الضاد لغة القرآن وهوما دفع بي
وأنا لا أزال أدرس بثانوية عائشة أم المؤمنين حيث بدأت محاولاتي الأولى
للكتابة في مجلة "الجزائرية" وكانت هذه المجلة تابعة للاتحاد النسائي
الجزائري وكانت تترأس تحرير هذه الجريدة السيدة زهور ونيسي الوزيرة
السابقة التي اعتبرها أمي الروحية التي زرعت في وجداني حب الكتابة
والإعلام.
س7: بماذا تعلق السيدة نعيمة على النزيف أو هجرة الصحافيين الجزائريين إلى الكثير من الفضائيات العربية؟
نعيمة: هذا لا يحتاج إلى تساؤل فهؤلاء الصحافيون الشباب
لا يركبون موجة الهجرة هذه كما يفعل الحراقة بل إنهم يبحثون عن المجد
والشهرة والنجومية والمال أيضا وهذا صحيح ولكنهم يبحثون أيضا عن فضاء أوسع
ومجال حرية تعبير أفسح والدليل على ذلك أنهم كلهم ناجحون وفي أكبر القنوات
الفضائية كالجزيرة والجزيرة الرياضية والعربية وغيرها وهو دليل دامغ على
أن إرادة الجزائري تصنع المعجزات لأنها لا تعترف بالمستحيل.
س8: ولماذا لم تفعل نعيمة مثلهم وتركب موجة الهجرة؟
نعيمة: أولا أنا كنت منشغلة بأسرتي الصغيرة وتربية
بناتي الأربع اللائي كن يحتمن علي أن أتقمص دور الأم والأب بحكم غياب
السلطة الأبوية عن الأسرة أما النجاح في القنوات الفضائية العربية فقد حصل
عليه رابح لعائلة ماجر وهو المحلل الرياضي بقناة الجزيرة الرياضية.
س9: على ذكر رابح ماجر المتحصل على الكرة الذهبية
الإفريقية في عام 1987 ألا تستحق نعيمة كرة ذهبية على عطائها الوفير تعادل
كرة رابح الذهبية؟
نعيمة: (تضحك طويلا) ثم تقول: أعتقد أن حب الجمهور
ومكانتي لدى العائلات لا تقل قيمة عن الكرة الذهبية التي نالها شقيقي رابح
و الدليل على ذلك الحفاوة والقبل الحارة والعناق الدافئ الذي حظيت به هنا
في وهران والذي أثبت لي أن الجمهور لم ولن ينسى نعيمة رغم الغياب عن
الشاشة لمدة عقد ونصف العقد من الزمن .
حاورها : عبد الله الرافعي عن ا لقادسية
الرئيسية 
Ahlamontada 
