* وبعد خمسٍ وعشرين سنةً تذهبُ جيوشُه وكتائبُه من المدينةِ فتفتح أرض كسرى وقيصر، وما وراء نهر سيحونَ وجيحون، وطاشكند وكابل وسمرقن والسند والهند وأسبانيا، ويقفُ جيشُه على نهر اللوار في شمالِ فرنسا.
- لماذا لأن اللهَ جل جلاله يقولُ له: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
فـظلمُ ذوي الـقربى أشدُ iiمضمضةً على النفسِ من وقعِ الحسامِ المهندِ
* يأتيه أبنُ العمَ، فيتفل على الرسولِ عليه الصلاةُ والسلام، يتفل على الرسول، على معلمِ الخير، على هادي البشريةَ، فيتبسم عليه الصلاةُ والسلام ولا يقولُ كلمة، ولا يغضب، ولا يتغيرُ وجهَهُ لأن اللهَ يقولُ له: فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً.
- يأتي أبو جهلٍ فيأخذَ ابنةَ المصطفى، طفلةُ وادعةُ أزكى من حمام الحرم، وأطهر من ماء الغمام فيضربُها على وجهِها ضربَه الله، فيتبسم عليه الصلاةُ والسلام ولا يقولُ كلمةً واحدة: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- يأتي الأعرابيُ من الصحراء فيجرجرُه ببردتِه، ويسحبَه أمامَ الناس، وهو يتبسمُ صلى اللهُ عليه وسلم: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
* أي صبرٍ هذا!
* إنها واللهِ دروسُ لو وعتَها الأمم لكانت شعوبا من الخيرِ والعدلِ والسلام، لكن أين من يقرأُ سيرتَه، أين من يتعلم معاليه.
* يمرُ عليه في بيتِه ثلاثةُ أيامٍ وأربعة فلا يجدُ ما يُشبعُ بطنَه، لا يجدُ التمرَ، لا يحدُ اللبن، لا يجد خبزَ الشعير، وهو راضٍ برزقِ اللهِ وبنعيم الله: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- ينامُ على الحصيرِ، ويؤثرُ الحصيرُ في جنبِه، وينامُ على الترابِ في شدةِ البرد، ولا يجدُ غطاءً: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- بيتَه من طين، إذا مدَ يدَه بلغتِ السقف، وإذا اضطجعَ فرأسُه في جدارٍ وقدميه في جدار لأنَها دنيا حقيرة: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
* فرعونُ على منبرِ الذهب، وفي إيوانِ الفضة، ويلبسُ الحرير. وكسرى في عمالةِ الديباج، وفي متاعِ الدررِ والجواهرِ، ومحمدُ صلى اللهُ عليه وسلم على التراب: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
* أتى جبريلُ بمفاتيحِ خزائنِ الدنيا وسلمها إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقال له:
- أتريدُ أن يحولَ اللهُ لك جبالَ الدنيا ذهبا وفضة؟
- فقال لا، بل أشبعُ يوما وأجوعُ يوما حتى ألقى الله.
* حضرتَه الوفاة، فقالوا له: أتريدُ الحياة، أتريدُ أن تبقى ونعطيكَ ملكا يقاربُ ملك سليمان عليه السلام؟
- قال لا بل الرفيقِ الأعلى، بل الرفيقِ الأعلى.
* أي عظمةٍ هذه العظمةُ، أي إشراقٍ هذا الإشراق، أي إبداعٍ هذا الإبداع، أي روعةٍ هذه الروعة.
بشرى لنا معشرُ الإسلامِ إن لنا مـن الـعنايةِ ركـنا غـير iiمـنهدمِ
لـمـا دعــا اللهُ داعـيـنا iiلـطاعتِه بـأكرمِ الـرسلِ كـنا أكـرم iiالأممِ
اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك وحبيبك محمد ابن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين