موج البحر" كلمات اغنية غردت بها سندريلا على خشبة مسرح و سينماتك القصبة
بعيون احمد التي تحمل العجز انطلق على كرسه لكي يرافق امه واخوته الى مسرح و سينماتك القصبة كانت نظراته باكية دامعة لكن دمعه لا يغادر عيناه يتجمد فيهما يتقهقر يتراجع لكي يبقي على وجهه ابتسامة جاهده نفسه وهو يرسمها في ظل تدافع الاطفال الذين جاؤا برفقة امهاتهم لمشاهدة مسرحية سندريلا دون حاجتهم الى كرسي متحرك.
هل خطر ببال احمد انه من الممكن ان تكون سندريلا ،هذه الفراشة الجميلة ،والصبية الرقيقة ،من ذوي الاحتياجات الخاصة ،وتجلس على كرسي منذ ولادتها مثله؟؟و بالرغم من هذا يعشقها الامير ويتزوجها وتصبح اميرة البلاد؟؟
جلس الحضور ولم يكن من نصيب احمد احد مقاعد المسرح لانه بقي داخل مقعده المتحرك وكان بذلك يحتل اول المقاعد ،مقعد لم يمتلك احد من جمهور الحاضرين من الاطفال مثله لانهم لم يكونوا بحاجه اليه اما هو فكان ليس بمقدوره ان يتمرد عليه او ان يغادره الا في حالات محدده وهي الى الحمام او الفراش او لصعود الى السيارة.
ابتداء العرض وانطلقت الفنانة : في شخصية سندريلا على المسرح في اداء دور المقعدة على كرسي متحرك في هذه المرة ،سندريلا كانت من ذوي الاحتياجات الخاصة ،اي على كرسي متحرك باربع عجلات مثل احمد فاحس بنفسه يطير الى خشبة المسرح ويسمو فوق عجزه مغادرا الكرسي اليها ،هي من نقلته من عالم العجز والقهر الى عالم الصمود والكبرياء والتحدي.
حلم بان العصافير التي تلعب دورا في المسرحية تحلق حوله ،وتمنى ان يحظر حفلا كحفل الامير ينال فيه كل ما يرغب رغم ملاصقة الاعاقة له ،حاول ان يكون احد شخوص المسرحية ،وانتقى ان يكون هو سندريلا التي رأى فيها نفسه الحبيسة داخل مقابض الكرسي المتحرك.
كان احمد بين الفينة والاخرى يخفض راسه للارض ،ويبدأ بمسح وجهه بكفيه الرقيقتين ،ولكن الادوار التي لعبها الفنانون على المسرح والمواقف المضحكة كانت تنقله من عالم اليأس والاحباط الى عالم مليء بالضحك ،رغم ذلك كان يحاول ان يخفي ضحكته لا ادري لماذا؟ وكأنه كان يخاف من ضحكته.
كانت تتلاطم في داخله احاسيس عده ،وهو يشاهد المسرحية التي جسدت جزء كبير من واقعه الذي يعيشه على كرسيه المتحرك ،ومع توالي احداث المسرحية بكت سندريلا في احد ادوارها على خشبة المسرح ،الامر الذي جعله يبكي بمرارة ،اعطته امه ما جفف به دموعه ،ولكن دموعه استمرت في الهطول ،فقد كان احساسه بان دموع سندريلا على المسرح هي نفس دموعه على ارض الواقع ،فاختار ان يطلق لها العنان في الخروج من قلبه الى احداقه ومن ثم الى سماء العجز الذي يعيشه داخل صمت الكرسي الذي يطبق على انفاسه .