lina
عدد المساهمات : 641 نقاط : 21 تاريخ التسجيل : 03/11/2008
| موضوع: أحكام التدخين في ضوء النصوص والقواعد الشرعية الجمعة يناير 30, 2009 12:44 pm | |
| بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد اختلف العلماء حول الضرر الناتج عن التدخين، ومن ثم اختلف الحكم الفقهي، ما بين الحرمة والكراهة التحريمية، لما يسببه من أضرار على الصحة والنفس، وقد أفتت دار الإفتاء المصرية بحرمة التدخين لما فيه من أضرار كثيرة، وفصل القول في المسألة فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي منتهيا في الفتوى التالية لحرمته لما يسببه من أضرار:
أحكام التدخين في ضوء النصوص والقواعد الشرعية
وتحرم دار الإفتاء المصرية التدخين فيقول فضيلة الدكتور الشيخ أحمد الطيب مفتي مصر:
كانت الفتوى عن التدخين إلى عهد قريب، أنه من التصرفات التي تعتريها أحكام الحرمة والكراهة والإباحة تبعا لما يحدثه التدخين من ضرر على المدخن، وكانت القاعدة أنه إن ترتب عليه ضرر يلحق بصحة المدخن أو ماله فهو حرام، وإلا فهو مباح أو مكروه بسبب رائحته الخبيثة.
لكن ثبت في الأعوام الأخيرة علميا وطبيا أن التدخين ضار ومهلك ومدمر لصحة الإنسان في كل الأحوال والظروف، ومع أية جرعة من جرعات التدخين..وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية، وأيضا المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، والتي أرسلت إلى دار الإفتاء مطبوعاتها التي تؤكد هذا الضرر تأكيدا صريحا لا لبس فيه، مما اضطر شركات صناعة التدخين أن تحذر المدخنين بعبارة صريحة مكتوبة على علب التدخين تقول :"التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة".
ودار الإفتاء تقرر أن التدخين إذا كان ضارا بصحة الإنسان ضررا محققا في كل الأحوال والظروف ومع أية كمية، فإنه "حرام شرعا".
[b] ورجح الأستاذ الدكتور على جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر حرمة التدخين فقال:
اختلف العلماء في هذا، والراجح عندنا حرمة التدخين؛ لما ثبت يقينًا من أنه ضار للمدخن وغيره
[b] وفصل القول في الموضوع فضيلة الشيخ عطية صقر من كبار علماء الأزهر فقال:
يكون التَّدْخِين حَرَامًا إذا كان فيه ضََرٌر صِحي لا يُحْتَمَل، وذلك يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، ولابد من إخبار الطبيب الثقة بخطورته على الشخص . وكذلك إذا كان فيه إسرافٌ مُحَرَّمٌ بأن كان المُدَخِّن مُحْتَاجًا إلى ثَمَنِه في نَفَقَاتٍ واجبةٍ عليه .
ويكون مَكْرُوهًا إن لم يكنْ فيه ذلك الضَّرر الصِّحي والمَالي ؛ وذلك لأنَّه مَظَنَّة الضَّرر ولرائِحَته الْكَرِيهة التي يَتَأَذَّى بها كثيرٌ من النَّاس، فهو في ذلك ليس أقلَّ من الثَّوْم والبَصل اللَّذَيْن قال عنهما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ" من أَكَلَ ثَوْمًا أو بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا أو فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، ولْيَقْعُدْ في بيته " رواه البخاري ومسلم . كما أنَّ المَال الَّذي يُنْفَقُ فيه أوْلى أن يُوَجَّه إلى مجالاتٍ مُفِيدة وهى كثيرة، وقد تكون الحاجة فيها مُلحة، وكذلك يُكْرَه التَّدْخِين تَوَرُّعًا ؛ لأنَّ بعض الفقهاء قال بحُرْمَتِه .
وأنا أميل إلى هذا التَّفْصِيل، وإنْ كنتُ أرى أنَّ الْكَرَاهة فيه ليْسَت تَنْزِيهِيَّة بل تَحْرِيِمِيَّة، بمعنى أن عقوبتها أقلُّ من عقوبةِ الحَرَام، وذلك لأَثَرِه السَّيء على الكثيرين من المُدَخِّنين صِحيًّا، وكذلك لأثره الاقتصادي على مَجْمُوع الأمة التي هي في أشدِّ الحَاجَة إلى تَوْفِير المطالب الأساسية أو تَحْسِينها، وما يُحْرَق يوميًا من الدُّخان يُمْكِن أن يُسْتَفَاد به في مشروعاتٍ إنتاجية هامة لرَفْعِ مُسْتَوى المَعِيشة.أ.هـ
[b] وحرمه فضيلة الشيخ ابن باز من علماء السعودية رحمه الله فقال:
روى الإمام أحمد ، وأبو داود ، عن أم سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مسكر ومفتر قال العلماء: ( المفتر: ما يورث الفتور والخدر في الأطراف ).
وحسبك بهذا الحديث دليلاً على تحريمه ، بالإضافة إلى أنه يضر بالبدن والروح ، ويفسد القلب ، ويضعف القوى ، ويغير اللون بالصفرة. والأطباء مجمعون على أنه مضر ، يضر بالبدن والمال ؛ ولأن فيه التشبه بالفسقة ؛ ولأنه لا يشربه غالبًا إلا الفساق والأنذال ، ورائحة فم شاربه خبيثة.أ.هـ
[b] وبين الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد حرمة التدخين واستدل على ذلك بما يلي:
شرب الدخان: السجائر، أو التبغ في الشيشة، أو ما يسمى الجوزة، أو ما إلى ذلك من ألوان تدخين ما يسمى بالتبغ أو الطباق، كل هذا حرام شرعًا وليس مكروهًا فقط، والدليل على ذلك ما يأتي:
[b] أولاً: أنه مضر بالصحة ضررًا فادحًا، بإجماع الأطباء في العالم كله، حتى غير المسلمين، وبالتالي فكل ضرر يجلبه المسلم على نفسه حرام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار"، ولقوله تعالى "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا"، والسجائر تقتل صاحبها علميًا؛ لذلك القوانين في إنجلترا وأمريكا وغيرهما الآن، تلزم أصحاب الشركات أن يكتبوا على علبة السجائر "التدخين يقتل"، بدلاً من الجملة السابقة "التدخين ضار جدا بالصحة".
[b] ثانيًا: أن السجائر يتخلف عنها روائح في الفم وفي الأنف خبيثة منتنة، وقد قال الله تعالى في سورة الأعراف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه "يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث"، فنص على أنه خبيث، والخبيث محرم كما جاء في الآية.
[b] ثالثًا: أنه تبذير وإحراق للمال فيما لا فائدة فيه، بل فيما يضر المدخن ومن حوله، وإنفاق المال في مثل هذا تبذير محرم، وقد قال الله تعالى في سورة الإسراء "ولا تبذر تبذيرًا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورًا".
فوصف الله المبذر بأنه من إخوان الشياطين يدل على غاية الحرمة لإنفاق المال في غير وجوه الانتفاع التي أحلها الله سبحانه وتعالى. أ.هـ.
[b] وكذلك حرمه الأستاذ الدكتور أحمد يوسف سليمان أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة فقال:
اختلف الفقهاء المعاصرون في حكم التدخين عن قائل بالحرمة، وقائل بالكراهية التحريمية، والذي نختاره للفتيا أن التدخين حرام، والدليل على ذلك ما يلي:
[b] أولا: المادة التي تصنع منها السجاير وغيرها مما يدخنه المدخنون خبيثة الطعم والرائحة وكل خبيث حرام، قال الله تعالى مبينا أهداف البعثة المحمدية: "وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ" (الأعراف: آية 127).
[b] ثانيا: لقد ثبت طبيا أن السجائر تُسبب كثيرا من الأمراض، بل إن بعض هذه الأمراض التي تسببها من الأمراض الخبيثة التي استعصى على الأطباء علاجها، ولم يكتشفوا لها علاجا ناجعا حتى الآن، فهذه الأمراض تتلف الصحة، وتودي بالحياة، وتفضي في الغالب بالأمم إلى التهلكة، وما كان هذا شأنه فهو حرام. لقوله تعالى: "وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" (البقرة: آية 195)، وقوله تعالى : "وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" (النساء: آية 29).
[b] ثالثا: في التدخين إضاعة للمال في غير فائدة، بل فيما فيه الضرر، وهذا يسمى شرعا بالتبذبر، وقد قال الله تعالى: "وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا*إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا"(الإسراء: آية 26-27)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله كره لكم ثلاثا، قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال".
[b] رابعا: جحود النعمة، فإن الصحة نعمة عظيمة يجب شكر الله عليها بالحفاظ عليها فقد صح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ"، وكذلك المال نعمة يجب شكر الله عليها، وشكره عليها يكون بوضعها في مواضعها، وذلك يكون بإنفاق المال في الحلال الطيب، الذي يعود على المنفق وعلى من حوله بالمنفعة، مع التوسط بين البخل والتقتير من جهة والإسراف والتبذير من جهة أخرى، قال الله تعالى عن صفات عباد الرحمن: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا" (الفرقان: آية 67).أ.هـ
[/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] | |
|