MOHAMEDHASSAN
عدد المساهمات : 856 نقاط : 36 تاريخ التسجيل : 21/10/2008
| موضوع: الزحف قادم ,,التجارة العالمية الأربعاء يناير 07, 2009 3:42 pm | |
| محمد المعيبد
الزحف قادم | محمد المعيبد |
هاجس العولمة أصبح حقيقة. فمنظمة التجارة العالمية التي انضوينا تحت عباءتها لا تنحصر التزاماتها في سيارة استوردناها ولا في بيضة صدرناها ولكنها شمولية عمومية بتعريفاتها للمنتج سواء تجاريا، أو صناعيا، أو زراعيا، أو تقنيا، أو فنيا، أو خدميا، أو فكريا، أو تربويا، اجتماعيا، أو مواصلات واتصالات. فالمصانع والمشروعات الكبرى والسياحة من سفريات وفنادق ومطاعم تؤسسها شركات اخطبوطية مدعومة من بنوك عابرة للقارات تفرضها ولا تعرضها تمازج تتطلبه المرحلة لضروراتها الحياتية التي لا يمكنك الانغلاق عن وتيرتها فهي حتمية سترفس كل من يتخلف عن امتطاء صهوتها فما عليك الا ان تشذب الاشواك النافرة لتجعلها آمنة قدر المستطاع كما فعلت المملكة طوال 12 عاما من الحوارات واللقاءات التبصيرية والاجتماعات الدورية والمؤتمرات الدولية والنقاشات المحورية والندوات العلمية لتقليم تلك الاشواك. وبالرغم من كل ذلك مازالت هناك طحالب عالقة تستوجب منا جميعا شحذ المهمم وتضافر الجهود لترويض ذلك الفرس الهائج الذي سيأكل الاخضر واليابس ان اعظمنا له العين (فحدوة الحصان تدل على وجوده) فتهيأوا له بالملاجم لكبح جماحه واستعدوا له بالمرابط لعدم خروجه من الاسطبل الذي هيئ له بتلك الاتفاقية التي وقعتها المملكة بعد سنوات الجهد المبذولة لتحقيق التنمية المتوازنة ومسايرة الامكانات المتاحة دون المساس بالثوابت والمكتسبات. وهذا يعني اننا قد بدأنا بأول خطوة في الالف ميل آملين في ان نؤسس كيانات اقتصادية قادرة على المواجهة بالتكتل والاندماج دون التقوقع في فردية احادية والابتعاد عن انانية السلطة في اتخاذ القرار وضرورة البحث عن مشاركات فاعلة بدون اجحاف او ممارسات فوقية بالدخول في اتحادات تنموية تعطي لاقتصادنا معنى وتشكل قيمة مضافة لدخلنا القومي والحرص على التكاملية في الانتاج والبعد عن الازدواجية في وحدات صغيرة لا تستطيع الصمود أمام المارد القادم. وهذا ما سبق ان تطرقت له في عدة مقالات عن التكتل والتكامل والاندماج لانها فعلا لمصلحة جميع الاطراف دون ترك الصغير فريسة لمنافسة غير عادلة. ومن المعروف ان كل منتج له مدخلات ينتجها آخرون، فمتى ما تضافرت الجهود وصدقت النوايا وشرعت لها القوانين وعملت لها انظمة تكاملية اصبح في مقدورها تشغيل رأس المال بشكل فاعل قادر على التطوير ومسايرة الركب في تقدمه الفني ومستوعب الانتاج الاوسع الذي بطبعه سيقلل الكلفة التي هي عنصر اساس للمنافسة وحافز لتحسين الجودة ودافع للتوسع والانتشار والانتقال من المحلية الى العالمية بالتصدير ودخوله الى عالم جديد برؤية جيدة تمكنه من الاستمرار والمنافسة، حيث لم يعد للفردية مكان تستطيع منه خوض المعترك المتنامي بالتكتلات والاندماجات. ولدينا مؤشرات تبشر بالخير حيث بدأت شركات سابك انتهاج هذا الخط، وكذلك ما تم انجازه في بنك البلاد ومازلنا نأمل في المزيد لخير هذه الأمة. |
| |
|