ندرك بان الأيام الجميلة لا تعود كما كانت ،ونسلي أنفسنا بان ما هو قادم قد يكون أجمل مما مضى ولولا بريق الأمل وبصيصه الذي يطل علينا في وحشة الليل ويسطع مع شروق الشمس لقبرنا أنفسا ونحن أحياء وخيم السواد على حياتنا وانزوينا وودعنا الحياة ولكن هو الأمل الذي نعشقه ونتمسك به ويبقى هو أكسجين الحياة يدفعنا ويحرك الدم في عروقنا..
اليأس اختار أن يدمر المعاني الجميلة التي جمعتنا وعشناها وهل سأقبل اختياره ويجرفني الى عالمه، إما امسك بالأمل وأعيده بقوة وأدخل بتحد مع الذات وأودع الهزيمة وأقول كم هي الحياة جميلة فهي أعطتني وأخذت ولكنها ستعطي فبحرها غزير، فكما جاءت بالأمل مرة فهي لن تبخل بجلبه مرة أخرى، ولن اترك اليأس يسحبني معه الى عالم المجهول ،واجد أنا عذابي في لذته،فهذا اختياره... ولكن سأعيد الأمل لأصنع اختياري فمن حقي ان أعيش بمشاعر صادقة غير ملوثة ولن أشكو قسوة الحياة كما كنت أشكو نفسي من نفسي ولن أمارس جلد الذات فقط لأني اكتشفت الخديعة واكتشفت ان عالمه ابتعد عن عالمي
إن هدف الأمل هو الوصول إلى النفس المطمئنة والتي يمتلكها من تيقن إيمانه بالله والقضاء والقدر، فلا معنى لتوتر الأعصاب والقلق إزاء الأمور التي تخرج عن نطاق إرادتنا، فإحساس المؤمن بأن زمام الأمور لن يفلت أبدًا من يد الله يقذف في نفسه الطمأنينة والسكينة، وهذا ما يؤكده حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يقول فيه: "ارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس" .
تحياتي