بمناسبة الشتاء والأمطار ولغيوم
جئت لكم اليوم بمنقول جديد عن
الغيوم: أنواعها وأسماؤها في الشعر العربي
قد اصدرت الجزء الاول بالموضوع السابق
من هنا
واليكم الجزء الثاني
وعن الدجن:
(وهي السحاب المشتد صوت رعده وفي لسان العرب: ظل الغيم في اليوم المطير. ابن سيده: الدجن إلباس الغيم الأرض وقيل: هو إلباسه أقطار السماء) قال أبوصخر الهذلي يصف الدجن:
ولذائذ معسولة في ريقةٍ
وصبًا لنا كدجانِ يومٍ ماطر
ويوم دجن إذا كان يوم ذا مطر، ويوم دغن إذا كان ذا غيم بلا مطر، ويقال للمطر الكثير الدجن، ومثله أدجنت السماء أي زاد مطرها
قال لبيد:
من كلِّ ساريةٍ وغادٍ مدجنٍ
وعشيةٍ متجاوب أرزامها
ومنه كذلك أدجن المطر بمعنى دام فلم يقلع أيامًا، والداجنة: المطرة المطبقة كـالـديمــة مثــلاً، وفي الــدجــن الغمــام أو الغيوم السوداء يقول أبو العلاء المعري الشاعر الأعمى:
نقمتُ الرضا حتى على ضاحك المزنِ
فما جادني إلا عبوس من الدجنِ
فليت فمي إن شاء سني تبسمًا
فم الطعنة النجلاء تدمي بلاسنِ
ويقول شاعر آخر في الدجن الذي يغطي الشمس: "أبوتمام":
من القوم الكرام وهم شموسٌ
ولكن لا توارى بالدجونِ
أما علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فيقول:
وأعرض نقع في السماء كأنهُ
عجاجةُ دجن ملبس بقتامِ
وعن المرجحنات:
(وهي من الأسماء الطريفة للسحاب ومرجحنات الغمام هي السحب الثقيلة المحملة بالمياه، ومثلها كذلك الدوالح والدوالح هي السحب الثقيلة التي تمر بتثاقل لأنها محملة بالماء وفي وصف هذا النوع من السحاب وما شابهه) يقول ذو الرمة:
سقى دارها متمطرٌ ذو عقارةٍ
ركامٌ تحرى منشأ العينِ رائحٌ
هزيمٌ كأنَّ البُلقَ مجنوبةً به
يُحامين أمهارًا فهن ضوارحُ
وإن فارقتهُ فُرَّقُ المزُنِ شايعت
به مرجحناتُ الغمامِ الدوالحُ
أما النابغة الذبياني فيقول في النوع نفسه من السحاب:
وكلُّ ملث مكفهر سحابهُ
كميش التوالي مرثعن الأسافل
إذا رجفت فيه رحى مرجحنةٌ
تبعقَ ثجاجٌ غزير الحوافلِ
وكما أشار ذو الرمة فيصف النابغة الملث وهو المطر الدائم الذي يستغرق أيامًا والمرثعن هو المطر المستمر والذي يجود بغزارة. وتبعق هنا انبعج بالمطر الغزير والحوافل هي الغيوم المحملة بالماء ومثلها الدوالح في شعر الرمة، والذي شبه الغيوم بالمهار الضوارح حيث يضربن بأرجلهن فيستبين بياض بطونهن وكذلك إذا برق استبان بياض الغيوم.
أتمنى أن ينال إعجابكم
تحياتى لكم