ayman
عدد المساهمات : 775 نقاط : 54 تاريخ التسجيل : 08/11/2008
| موضوع: فجرٌ في دُجَى الأحداث ........ منقول لنادي جواهر الشعر الثلاثاء ديسمبر 02, 2008 11:57 am | |
| كلُّ ما صاغَه خيالُ الظُّنونِ *** يتهاوى أمَام فجرِ اليقينِ لغةُ الفجرِ ذاتُ معنىً صحيحٍ *** ولسانٍ طَلْقٍ، ولفظٍ مبينِ يتهاوى أمامها كلُّ ليل *** سرمدي من العذاب المُهينِ لغةٌ تمنح القلوبَ صفاءً *** ونقاءً في عصرنا المفتونِ ها هنا الفجرُ، ما يزال يُريني *** كيف ينجو من الخِضَمِّ سَفيني كيف أَلْقى بشائر الخيرِ، لمَّا *** تتضاغى سِباغُ ذاتِ القرونِ كيف نمضي وإنْ أُقيمتْ سدودٌ *** من أكاذيب حاقد وخؤون ها هنا الفجرُ مشرقاً فاطمئنِّي *** يا قلوباً، ويا عيونُ استبيني ها هنا الفجر، فاقرأوه كتاباً *** سُطِّرتْ فيه ذكرياتُ الحنينِ أيَّ فجر تعنيه؟، كان سؤالاً *** جارحاً من مواجعي وشجوني من ربوع الإسراء للرُّعب فيها *** قصصٌ سُطِّرتْ بحبر المَنُونِ من بناتٍ محصَّناتٍ يتامى *** لا تقولوا: مَنْ هُنَّ لا تَجرحوني لا تقولوا: مَنْ هُنَّ، هُنَّ دموعٌ *** ذرفتْها جفونُ عرضٍ مَصُونِ كان قبلَ الغاراتِ عرضاً مصوناً *** وهو اليومَ، وصْمةٌ في الجبينِ أي فجرٍ تعنيه، كان سؤالاً *** من عجوز يعيش عِيشَةَ هُونِ من ثكالى وَلَجْن بابَ المآسي *** شاحباتٍ يبكينَ فقد البنينِ من صغارٍ في القدس ذاقوا وبالاً *** ولهذا بِحُرْقةٍ سألوني: أيَّ فجر تعنيه، والليلُ أعمى *** مزَّق القَصْفُ فيه ثوبَ السُّكونِ؟ أيَّ فجرٍ تعنيه، هل هو فجرٌ *** من ترانيم شعرك الموزونِ؟؟ من عباراتك الجميلة، إنَّا *** لنراها بديعةَ التَّلحينِ؟ نحن يا شاعرَ التفاؤلِ نَحيا *** مُنْذُ دهرٍ في ليلنا «الصهيوني» كيف تشدو بالفجر والناسُ تشكو *** من ظلام مُعَتَّقٍ بالأنينِ؟! أي فجر رأيته؟ هل تناءَى *** بك وعيٌ عن صرخة من سجينِ؟! عن دموع الأيتام في كل أرضٍ *** والثكالى ومُسْقِطاتِ الجنينِ؟! عن قتيل في القدس من غير ذنبٍ *** عمره في الشهور، قبل السنينِ؟! عن بيوت الأفغان صارتْ ركاماً *** أكْسَبَتْهُ الدماءُ حمرةَ طينِ؟! عن ألوف المشردين الضحايا *** يتمنون حَفْنَةً من طحينِ؟! لغة الفجر عذبة غير أنَّا *** لم نُمَتَّعْ بلحنها منذ حين أيَّ فجر تعنيه، هل هو فجرٌ *** لانتصارات ألْفِنا المليون؟! أيَّ فجر تعنيه؟، يا لسؤال *** مرَّ كالسهم نحو قلبي الحزين؟! هزَّني ذلك السؤال، وكادتْ *** حسرتي تحت وقعه تَجْتَويني غيرَ أني نفضتُ وَهْمَ انكساري *** حين لاحت أنواره تدعوني إنه الفجر، كيف تنسون فجراً *** ساطعَ النور، في الكتاب المبين؟! في هُدَى الأنبياء من عهد نوح *** وختاماً بالصادق المأمون؟ منذ أن عاش في حراء وحيداً *** ثم نادى في أهله: دثروني ثم أحيا القلوب بعدَ مواتٍ *** وحماها من وسوسات اللعين ها هنا الفجر، فاركضي يا قوافي *** في ميادين لهفتي واتبعيني وابعثي لحنك الجميل نداءً *** من صميم الفؤاد، لا تَخْذُليني: يا ابن أرض الهُدَى، أرى العصر يشكو *** من دعاة التيئيس والتوهينِ وأرى السَّامريَّ يصنع عجلاً *** وينادي برأيه المأْفون وأرى صَوْلةَ البُغاة علينا *** روَّعتْنا في قُدسنا المحزون وأرى فتنةً تلاحق أخرى *** وجنوناً للحرب بعد حنون وأرى القوة العظيمة صارتْ *** آلةَ الموت في يد «التِّنينِ» وأرى الوهم مُمْسِكاً بالنواصي *** مُستخفّاً بكل عقل رزينِ يا أبا متعب أرى الغربَ يرمي *** بدعاوى ممهورة بالظنون هم أراقوا دَمَ العدالة لمَّا *** واجهوا أمتي بحقد دفين أهدروا «دُرَّةَ» الصِّغار وصانوا *** دَمَ سفاح قُدسنا «شارون» رسموا العنف لوحةً لوَّنوها *** بدماء الضعيف والمسكين نسبوها زُوراً إلينا ولسنا *** في يَسارٍ من أمرها أو يمين عجباً، غيَّروا الحقائق حتى *** منحوا للهزيل وصف السمين ألبسونا الإرهاب ثوباً غريباً *** ورمونا بكلِّ فعلٍ مَشينِ أيكونُ الإرهابَ في صَدِّ باغٍ *** مستبد وظالم مُستهينِ؟؟ أيكونُ الإرهاب في نصر حقٍ *** واحتكام إلى تعاليم دينِ؟! إنها الحربُ أشعلوها، فماذا *** يَصْنَع السيفُ في يدِ المستكين؟! يا أبا متعب أرى الأرض عَطْشى *** تطلب الماء من شحيح ضنين تتلوَّى جوعاً على باب أفعى *** ونريد الإنقاذ من حَيْزَبُونِ لو أصَخْنا سمعاً إليها رهيفاً *** لسمعنا نداءها: أنقذوني أنقذوني من ظالم مستبد *** لم تزلْ نارُ ظُلمه تُصْليني أنقذوني من الفساد، تمادى *** وسرى في النفوس كالطاعون يا أبا متعب، هي الأرض تشكو *** وتنادي يا قوم لا تتركوني عندنا نحن أمنُها وهُداها *** ولدينا وسائل التأمينِ من حمى بيتنا الحرام انطلقنا *** نُنقِذُ الناس من ظلام السجون أنتَ أعلنتَها بياناً صريحاً *** ما به حاجةٌ إلى تَبْييِن: دينُنا الرُّوحُ لا نساومُ فيه *** أو نُحابي به دُعاة الفُتون نحن أهل القرآن منه ابتدأنا *** ومضينا بنوره في يقين وتلوناه للوجود، فأجرى *** للقلوب الظماء أصفى مَعين وسكنَّا من آيهِ في حصونٍ *** شامخات الذُّرى وحرزٍ مكينِ وفتحنا نوافذَ الكونِ حتى *** صار سِفْراً لنا بديع الفنون ورفعنا الأَذانَ حياً فتاقتْ *** كلُّ نفسٍ إلى جميل اللُّحون عندنا الكنزُ، كنزُ دين حنيفٍ *** نحن أغنى بفضله المخزون عندنا حكمة الشيوخِ، وفينا *** همَّةٌ للشباب ذاتُ شؤون إن خسرنا، والكنزُ فينا، فبُعداً *** ثم بعداً لنا، ولا تعذلوني يا ابنَ أرض الهُدى، عُلانا هُدانا *** وهدانا هدى النبيِّ الأمينِ أرضنا الواحة العظيمة تُدني *** من يد المجتني ثمارَ الغصونِ أرضنا للعباد صدرٌ حنونٌ *** يا رعى اللهُ كلَّ صدرٍ حنونِ نحن في هذه البلاد اتَّخذنا *** منهجاً واضحاً منيعَ الحصونِ ومددنا أواصر الحق فينا *** واتصلنا منها بحبل متينِ وسقينا بواسقَ النخل حباً *** فسعدنا بطلعها الميمون ومحالٌ أن يصبح التمر جمراً *** ويكون الأصيل مثل الهجين يا أخا الفهد، عصرنا لا يُبالي *** بضعيف يحيا على التخمين لا يبالي بأمة تتساقى *** بكؤوس من الخضوع المَشين عَصْرُنا عصرُ ذَرَّةٍ وفضاءٍ *** واكتشاف المجمهول والمكنون فافتحوا الباب للشموخ، فإنا *** قد وَرِثنا بالدين وَعْيَ القرون رَسَمَ الغربُ للحضارة وجهاً *** دموياً مشوَّه التكوين ملأوا الأرض بالعلوم ولكن *** أثخنوها بفسقهم والمجون ورَسَمْنا وجهَ الحضارة طَلْقاً *** ومدَدْنا لها ظلال الغصون مُنْذُ فاضت بطحاء مكَّةَ بِشْرًا *** وانتشى بالضياء «رِيْعُ الحُجون» إن ضَعُفْنا في عصرنا فلأنَّا *** قد ركنَّا للغرب أقسى رُكونِ يا ابنَ أرضِ الهُدى سيرعى خُطانا *** مَنْ رعى في محيطهِ «ذا النُّونِ» إنما الأمرُ في يدِ اللهِ يُمضي *** ما طوى علمُه بكافٍ ونونِ دَعْوَةُ الكُفر تنتهي وستبقى *** دعوةُ الحقِّ دعوةَ التمكينِ (*) ألقيت القصيدة في افتتاح مهرجان الجناردية يوم الأربعاء الموافق 8/11/1422هـ فجرٌ في دُجَى الأحداث (*)
|
| عبدالرحمن صالح العشماوي |
| |
|