يكاد الأمر لايصدق,ومع ذلك ربما يكون غياب الأهداف المشتركة السبب الرئيسي لفشل العلاقات الزوجية في يومنا هذا.لقد كانت,فيما مضى,الأهداف والمهام الحياتية المشتركة واضحة الى حد ما,وفقط من خلال ذلك استطاع الزوجان معاً ضمان استمرار البقاء لأولادهما وعائلتهما.وفي أزمنة أخرى,كانت القوى الاجتماعية والسياسية السائدة,هي التي تعمل على تحديد مسارات حياة الأفراد (أي أهدافهم),أو حتى على إجبار الأفراد على العمل والسير معاً وفقاً لتلك الأهداف والمسارات.وقد ظل من البدهي جداً للنساء,مع بدء القرن العشرين,العمل على دعم أهداف أزواجهن,أما بالنسبة لأهدافهن هن بالذات,فلم تكن موجودة حينذاك إلا في احلامهن.أما اليوم,فبإمكان كل فرد أن يحدد ويرسم طريق حياته كما يريد.هذا النمط من الحرية,الذي استطاع الإنسان بعد عصور متتالية من الكفاح أن يصل إليه,إنما يعيشه الإنسان اليوم على نحو يفعل معه مايريد,وغالباً دون أية خطة مسبقة يرسمها,أو اتجاه محدد يتخذه.وذلك لايكون على الأغلب.إلا حينما يكون المرء مفتقداً لشريك الحياة المناسب,الذي يشاركه افراح وأتراح حياته على السواء.
ملاحظة هامة:
إن الحياة الزوجية,هي حياة فريق,شبيه الى حد ما بفريق كرة القدم.لايكون هذا الفريق ناجحاً في اللعب,إلا إذا كان أفراده يسعون نحو هدف واحد مشترك!فلو أصاب الفريق هدفه,ولم يتطلع نحو إصابة هدف جديد,فهنا يغيب القاسم المشترك,ويبدأ خطر الخسارة والانهيار يهدد الفريق,نظراً لاختلاف تصورات أفراد الفريق بشأن إصابة الهدف المنشود.إن وجود هدف مشترك لهو شرط أساسي لبناء علاقة ناجحة وسعيدة.ومن ناحية أخرى,فإن عدم تحديد أي هدف مشترك,لايؤدي لأي نجاح يذكر.إنهم ينجرون باستمرار وراء دوافعهم في الحياة,ويتمنون,بشيء من عدم الوضوح,أن يغيروا أشياء كثيرة,ومع ذلك فهم ليس لديهم أية رغبات,أو نوايا,أو أهداف محددة.
تمرين:هدفكما المشترك كزوجين.
ربما تسألا نفسيكما,ما هي الأهداف المشتركة التي تسعيان لتحقيقها.هل وضعتما خطة مشتركة فيما بينكما,أم تعتقدان أن حبكما لبعضكما بعضا يكفي لأن يسير كل شيء على مايرام؟حاول أن تعبر عن أهدافكما المشتركة بكلماتك الخاصة:
نصيحة للنجاح:
ينبغي أن يكون الهدف الأعلى لسائر الأزواج البقاء معاً باستمرار لتحقيق أهداف مشتركة جديدة.إن تغلب الزوجين على الأزمات,لايكون إلا بالسعي نحو مستقبل مشترك واحد,ومهام مشتركة!تذكر دوماً أن كل زوجين عبارة عن فريق لايستمر إلا بسعيه نحو مهام وأهداف مشتركة.ربما سمعت مراراً مدى أهمية الأهداف في نجاح المرء في حياته.ولكن هل سبق لك أن فكرت ما الذي سيحصل لمن لايضع أية خطة لحياته؟لقد أوضح فيكتور أ.فرانكل تماماً أن الكثير من الناس يعاني عموماً من عدم مقدراته على فهم أي معنى لوجوده.هم لايعلمون لماذا يحيون,وما هي مهامهم في الحياة,وهذا من شأنه أن يؤدي الى شعور كبير بالفراغ.لقد تحدث فرانكل عما يسمى بالفراغ الوجودي.هذا الشعور بالفراغ غير مريح لنا كبشر على الإطلاق,ولذا فنحن نسعى باستمرار لملء هذا الفراغ بشتى الوسائل:كالبذخ الكثير على سبيل المثال.أو السعي المفرط نحو مصادر اللذة المختلفة,إن محاولاتنا لإدخال عنصر الإثارة الى حياتنا,بطرقنا الخاصة من خلال وسائل اللهو والترفيه,مصيرها الفشل في النهاية لامحالة.ثمة مرارة موحشة تبقى في نهاية المطاف.وبالتالي فإن أي نزوع نحو الإدمان ,إنما هو بلاشك تخدير للشعور بالفراغ,وسعي فاشل من المرء لتحقيق ذاته.ولذلك ينبغي على كل امرىء أن يكتشف حقيقة ماهية دوره في الحياة تماماً,وحقيقة مهامه/مهامها التي يمكن أن تجلب له / لها أقصى منفعة ممكنة,ومن ثم رسم الأهداف المناسبة,والسعي لتحقيق تلك الأهداف.
ملاحظة هامة:
حينما تبدي استعدادك لأن تخدم أهدافك القيمة بإخلاص,فإن مشاعر الحب والشوق والهوى ستكون حاضرة في أعماقك من تلقاء نفسها!
نصيحة للنجاح:
إن أهداف المستقبل المشتركة,وكذلك الخطط المستقبلية,إنما هي,الى جانب الحب الخالص,الأساس الأكثر أهمية في أية علاقة.ومن يتجاهل القوة التي تحملها معها الأهداف,فهو إنما يتجاهل حقيقة ما تحتاج إليه الحياة الزوجية من قاسمٍ مشترك لتجاوز أية أزمة كبيرة مقبلة ومحتملة.
اختبر نفسك
*ماهي أحلامك في الحياة؟
*ماهي أحلام زوجك/زوجتك في الحياة؟