ليس أفضل لدوام الحياة الزوجية في سعادة وسرور من العطاء، تلك الكلمة الواسعة التي تحمل في داخلها
العديد من الأفعال والتصرفات والكثير من المعاني والمشاعر.
إن الطاقة الهائلة التي تكمن في قلب أحد الزوجين تجاه الآخر تظهر وتتضح في صورة هذا العطاء الذي لا يمكن حصره.
ولا شك أنه عامل مهم في بقاء الحياة الزوجية واستمرارها على نحو يحمل السكينة والراحة والسعادة والسرور لكل من الزوجين .
إن العطاء الناجح لا يقتصر على ناحية دون أخرى، وإذا كان العطاء في ظاهره عند كثير من الناس يشمل النواحي المادية، فإنه في الحقيقة يشمل النواحي الروحية والعاطفية، بل إن العطاء في هذا الجانب أرفع شأنا وأعلى قدرا وأكثر إيجابية.
فالبشاشة المغمورة بالحب لحظة لقاء أحد الزوجين للآخر هي نوع من العطاء ، ومشاركة كل منهما للآخر في أفراحه وأحزانه نوع من العطاء، وإظهار التفاعل الروحي لمشاكل الآخر نوع من العطاء أيضا.
هذه الأمور ونحوها يجب ألا تغفل من قبل الزوجين تجاه الآخر ، بل إن على الزوجين أن يحرصا كل الحرص على بذلها، بالإضافة إلى العطاء المادي والمتمثل فيما يقدمه كل منهما للآخر من هدايا أو مشاركات مالية أو نحو ذلك مما هو معلوم، خاصة في المناسبات وأوقات الحاجة .
وعلى الزوجين أن ينتبها إلى أن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي في العلاقات الزوجية، فكون الزوجة تحب زوجها أو الزوج يحب زوجته ولا يترجمان ذلك إلى واقع عملي يتمثل في العطاء المتنوع لا يمكن لمثل هذه المحبة الداخلية والنوايا الحسنة أن تقيم العلاقات الزوجية على حال جيدة .
وليعلم أن من أهم ما يسبب التوتر في العلاقة بين الأزواج المتحابين، وجود طرف في تلك العلاقة معطاء ومحب، بينما الطرف الآخر ليس على المستوى نفسه.
وأفضل علاج هو أن يتعلَّم الزوجان كيف يتعادلا في الحب و العطاء ماديا ومعنويا.