( أنا و الليل )
الشمسُ تغربُ في مشـــارف ذاتي
وأنا أشـــــدُّ النـــــــــورَ بالكلماتِ
عطّـــــــرتها جمّلتهـــــا.. لكنها
لم تُجْدِ في ردّ الظـــــلاِم العـــاتي
وأروحُ أُشرقُ بالحروف فأنثــــني
بالليل ينثر في الدجى نَجْمـــــاتي
فرسمتُ لوحاتِ الضحى في خاطري
وجَرَتْ بألوان السنا فُرشـــــاتي
وضممتُ فجري والظــــلامُ يلفُّني
وبذرتُ نورَ الحبِّ في رَبَـــــواتي
فنَمَتْ براعمُه على غصن الدجى
وتوشَّحتْ بضيائه زَهَــــــــراتي
يا شمسَ عمري قد ظننتُ مطالعي
أبداً يرفرف في سماء حيــــــاتي
وننامُ في ظلّ الرموشِ على هوىً
مستضحكِ الهمساتِ واللمساتِ
والحبُّ.. ضحكةُ فيلسوفٍ ساخرٍ
تحنو القلوبُ عليه بالخفقــــاتِ
نسجَ الربيعُ من العبير وشاحَها
وتبرّجتْ بضيائها مِشكــــــــاتي
وتحدّرتْ مـــن شرفةٍ غيبيّـــــــةٍ
أوهــــامُ أشواقٍ.. وشوكُ شَكاةِ
وطــــوتْ لياليه دروبَ جوانحي
وسرتْ قوافلُه بغير حُـــــــــداةِ
وشدا بآفاقي شعاعٌ ناســـــــــــكٌ
وغفتْ بمحراب السنا لَهَفـــــاتي
وتدورُ ساقيةُ الصباحِ كأنهـــــا
رؤيا الثقاة تفيضُ بالبركــــــاتِ
تسقي سهولَ النفسِ من قَطَراتها
ويذوبُ شدوُ الطيرِ في قطراتي
يا ليلُ.. إنْ عصف الدجى بملاعبي
أنا لن أصبَّ بكأسه آهـــــــــاتي
إني إذا جنّ الظـــــــــــلامُ بعالمي
فبخــــاطري شمسٌ تضيءُ حياتي