عدد المساهمات : 378 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 08/11/2008
موضوع: توحيد الألوهية لــــ محمد راتب النابلسي الأربعاء نوفمبر 19, 2008 2:23 pm
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
اقدم لكم اليوم
الدكتور محمد راتب النابلسي
توحيد الألوهية
هنا موضوع هذا الدرس ، يقتضي أن نعبده ، أن نتوجه إليه ، أن نفرده بالعبادة ألا نعبد إلا إياه إياك نعبد وإياك نستعين ، لذلك أيها الإخوة الكرام ، أن تعبد الله عز وجل وحده أي أن تفرده بجميع أنواع العبادات الظاهرة والباطنة ، بل ينبغي أن تعتقد يقيناً أن الله وحده هو المستحق للعبادة ، وهذا معنى لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله دائماً ، هناك حقيقة لكن ما موقفك منها ؟ ماذا فعلت من أجلها ؟
[ سورة فصلت : الآية 6]
يقتضي إيمانك بالله خالقاً ومربياً ومسيراً وواحداً في وجوده ، واحداً في صفاته ، واحداً في أسماءه ، يقتضي إيمانك بكماله أن تعبده ،أن تتوجه إليه ، أن تفرده بالعبادة ، أن تتوكل عليه ، أن تستعين به ، أن ترجوه ، أن تسأله ، أن تستغفره .
أيها الإخوة الكرام : معنى أن تفرده بالعبادة أن تعتقد اعتقاداً جازماً أنه ليس هناك شركاء له ، ولا شفعاء ، ولا وسطاء ، ومن حق كل إنسان أن يهرع إلى ربه عز وجل ، وأن ينكر من أقام نفسه وسيطاً بين الله وبين عباده ، ليس بينك وبين ربك حجاب ، أي مخلوق بإمكانه أن يعقد اتصالاً مع الله عز وجل ، بإمكانه أن يدعوه ، بإمكانه أن يستغفره ، بإمكانه أن يتوب إليه ، بإمكانه أن يتصل به .
هذا الذي قلته بهذه الدقائق ينشعب إلى شعبتين ، ينبغي أن تعرفه ، وأن تتأكد من معرفتك له ، ثم ينبغي أن تتوجه إليه ، أليس في الإيمان تصديق وإقبال ؟أليس في الكفر تكذيب وإعراض ؟ ينبغي أن تعرفه ، وينبغي أن تتوجه إليه ، فالمعرفة من مقتضياتها أن تتوجه إليه ، وأي معرفة ليس معها توجه لا قيمة لها ، ذلك لأن العلم في الإسلام ليس هدفاً بذاته .