الأغا يحذر من الآثار المترتبة على منع الاحتلال إدخال اللحوم والأعلاف
غزة / فلسطين :
حذر وزير الزراعة الدكتور محمد رمضان الأغا، من أن قطاع غزة قد خلا تماماً من الأعلاف ومدخلاتها اللازمة لتربية ورعاية الثروة الحيوانية والطيور، مشيراً إلى أن اللقاحات والأدوية الواجبة للتحصين من الأمراض الخطيرة على الإنسان قبل الحيوان قد شحت هي الأخرى بسبب إغلاق المعابر وتشديد وطأة الحصار الجائر على شعبنا.
وأوضح الأغا خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر وكالة رامتان بغزة، أمس، أن الاحتلال يتعمد في كل عام أن يُفسد على شعبنا فرحته بعيد الأضحى ويحرم عشرات آلاف الأسر من أداء شعيرة إسلامية هامة، وذلك بحرمانهم من ذبح أضاحيهم من العجول والأغنام، حيث إن احتياجات قطاع غزة من العجول سنوياً تبلغ (40000 رأس)، ومن الأغنام (15000 رأس).
وأضاف أن احتياجات القطاع من الأعلاف الجاهزة (5000 طن) شهرياً وفي العام (60000 طن)، ومدخلات أعلاف (10000 طن) شهرياً في العام (120000 طن)، لافتاً أن عدد الحيوانات والطيور المهددة بالنفوق نتيجة عدم دخول الأعلاف بسبب إغلاق المعابر هي (5000 رأس) من الأبقار، (60 ألف رأس) من الأغنام، (20 ألف رأس) من الماعز، (2 مليون) طائر من الدجاج اللاحم، و (800 ألف) طائر بياض.
وتابع: فيما يتعلق باللقاحات اللازمة لتحصين الحيوانات فهي (400000) جرعة لقاح ضد الأمراض المختلفة (الطاعون - الحمى القلاعية – الجدري- التسمم المعوي )، فيما تبلغ اللقاحات اللازمة لتحصين الدواجن (60 مليون) جرعة للدجاج اللاحم والبياض ضد أمراض ( النيو كاسل – الجمبورو – المريك )، حيث تكمن الخشية أيضاً من انتشار الأمراض بين الحيوان والإنسان.
واعتبر الأغا أن ما يقوم به الاحتلال من إجراءات حجز مقصود للعجول المستورة في "الكرنتينا" ومنعها في الموانئ الإسرائيلية تُقدر أعدادها بالآلاف وتعود لصالح التجار الفلسطينيين، الهدف من ذلك بالأساس تكبيد التجار خسائر فادحة من خلال إعاقة دخولها ومضاعفة الضرائب وتفويت فرصة إقبال الفلسطينيين على ذبحها في عيد الأضحى، موضحاً أن ذلك يتزامن مع إجراءات الاحتلال بتعطيل عملية التبادل التجاري بين قطاع غزة والضفة الغربية، وقال" فلسطين تتمتع بثروة حيوانية نشطة من شأنها أن تحقق اكتفاء ذاتياً جزئياً للتغلب على المعوقات ،وخاصة على صعيد الخراف والأغنام" .
وحذر الأغا من أن يتجاهل الاحتلال هذا العام إدخال "الكوتا" الخاصة بقطاع غزة، علماً بأنها بلغت في العام قبل الماضي (3000 رأس عجل) وتميزت عن الأعوام السابقة بإنضباط إجراءات تخليصها من قبل وزارة الزراعة الفلسطينية التي حرصت على أن تتم جميع الإجراءات بشكل قانوني بعيداً عن أي اعتبارات خاصة، منوهاً إلى أنه يستفيد منها عدد كبير من التجار وعدم احتكارها من قبل فئة معينة يتحكمون بأسعارها، ولاسيما أسعار الأبقار والعجول.
وفي سياق متصل حذر كذلك الأغا من أزمة شح الوقود والغاز الطبيعي وتأثيرها على القطاع الزراعي، فقد وصلت إلى أهم القطاعات الحيوية في قطاع غزة والتي تعتبر نموذجاً يحتذي به من الاكتفاء الذاتي، وذلك بعد تعطل قطاع الدواجن والتفريخ عن العمل بشكل شبه كامل بسبب نفاد الغاز الطبيعي اللازم لتدفئة "صيصان التفريخ"، ما ينذر بحرمان سكان القطاع من اللحوم البيضاء.
وبين أن احتياجات قطاع الدواجن من الغاز الطبيعي من 10-15 طناً يومياً بواقع 400 طن شهرياً، علماً أن قطاع غزة ينتج شهرياً 10مليون طائر من اللحوم البيضاء.
وأضاف: "إن الوزارة وإذ نضع هذه الأرقام والمعطيات الخطيرة بين يدي المعنيين في العالمين العربي والإسلامي ودول العالم الحر والمؤسسات الحقوقية والدولية والمنظمات الإسلامية والدينية، نقول: "لكم أن تتصوروا حجم الكارثة التي يمكن أن تحِل على قطاع غزة بسبب افتقاد المواطن الفلسطيني للحوم الحمراء والبيضاء، وبالتالي النقص الحاد في البروتين ما يهدد الصحة العامة وخاصة المرضى والأطفال والشيوخ.
وطالب الأغا الشقيقة مصر بالتدخل الحاسم لرفع الظلم عن شعبنا، والمسارعة بفتح معبر رفح للتعويض عن الارتباط بالاحتلال الذي يتحكم بقوت أبنائنا، داعياً رؤساء الدول الإسلامية والمسيحية إلى توضيح موقفها إزاء التعدي على الشعائر الدينية، وانتهاك حرمات الأديان بمنع المسلمين في عيدهم من الأضحية.
وفي سياق منفصل انتقد الوزير الأغا"ما قال عنه قيام تجار برام الله ببيع حصة قطاع غزة من غاز بروميد الميثيل للأسواق الاسرائيلية، وهو الغاز اللازم لتخليص التربة من الآفات والحشرات".