السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مات الجد الحنون فكفله العم الرؤوف، كفله عمه أبو طالب، ولكن أبا طالب كان فقيراً، فاضطر النبي صلى الله عليه وسلم للعمل برعي الغنم على قراريط لأهل مكة.
ثم قرر العمل في التجارة، وكان صلى الله عليه وسلم يطلق عليه أهل مكة الصادق الأمين، مما جعله محط احترام وتقدير جميع العرب.
سمعت خديجة بنتُ خويلد بمحمد ( صلى الله عليه وسلم) وكانت يومئذ أفضل نساء قومها نسبًا وثروة وعقلًا وكانت إمرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها، سمعت عن صدق حديثه، وعظم أمانته وكرم أخلاقه فبعثت إليه، وعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، وافق النبي صلى الله عليه وسلم على العمل مع السيدة خديجة، وأرسلت معه غلامها ميسرة.
عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة، ورأت خديجة في مالها من الأمانة والبركة ما لم تر قبل هذا، وأخبرها غلامها ميسرة بما رأى فيه صلى الله عليه وسلم من خلال عذبة، وشمائل كريمة، وفكر راجح، ومنطق صادق، ونهج أمين.
فكرت السيدة خديجة بمحمد ( صلى الله عليه وسلم) كزوج لها، وكان سادات قريش يرغبون في الزواج منها، ولكنها تأبى ذلك.
حدثت صديقتها نفيسة بنت منبه، بما يجول في خاطرها، وطلبت منها أن تذهب إلى محمد ( صلى الله عليه وسلم) وأن تفاتحه بالموضوع.
ذهبت نفسية إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته برغبة خديجة بالزواج منه، وافق صلى الله عليه وسلم رغم أن عمره لم يتجاوز الخامسة والعشرين بينما كان عمر السيدة خديجة ( رضي الله عنها) أربعين سنة.
كلم النبي صلى الله عليه وسلم أعمامه، فذهبوا إلى عم خديجة وخطبوها إليه، وتم الزواج المبارك، وكانت أول إمرأة تزوجها صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت.
وأنجبت السيدة خديجة من النبي صلى الله عليه وسلم جميع أبنائه إلا إبراهيم.
أنجبت له: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وعبد الله، ومات عبد الله وهو صغير، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن، إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته صلى الله عليه وسلم سوى فاطمة رضي الله عنها، فقد تأخرت بعده ستة أشهر ثم لحقت به.