تتويج الموسيقي رشيد الركراكي بـ 'زرياب المهارة'

</td><td>
</td></tr></table>أحد
رواد الموجة الجديدة لقائدي الأركسترا المغاربيين المرموقين في العالم
العربي، الذين دشنوا عهدا جديدا للخلق والإبداع على المستوى العالمي.

ويحتضن
المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط, يومه الأربعاء, حفل تسليم "زرياب
المهارة" للملحن والمؤلف الموسيقي المغربي رشيد الركراكي, اعترافا بما
قدمه من أعمال رائدة, إذ برهن على مستوى عال من المهنية والاحترافية, ما
جعله يحظى بمكانة مرموقة وصيت حسن في مختلف المحافل الوطنية والدولية.

وعبر
رشيد الركراكي, عن سعادته بهذا التتويج, قائلا في تصريح لـ "المغربية":
"إنه تشريف وتكليف في نفس الوقت, لأن هذا التتويج سيمنحني شحنة أخرى
للمزيد من العمل والاجتهاد لخدمة الموسيقى المغربية".

وأكد عزمه
الاستمرار في تمثيل بلده المغرب أحسن تمثيل, وإعطاء الموسيقى المغربية
بعدها الدولي, مشيرا إلى أن مسؤولية الفنان أكبر من أن تنحصر في المحلية,
خصوصا في زمن العولمة, وزمن الانفتاح على ثقافات وحضارات متعددة.

وقال
"تكويني الموسيقي كلاسيكي, وأنا أعتز بأصالتي وبثقافتي المغربية والعربية,
لكن من المفروض أن أوصل هذه الثقافة وهذه الخصوصية إلى الآخر, ليتعرف
عليها, ولا سبيل إلى ذلك سوى الانفتاح على تجارب البلدان الأخرى, ومحاولة
المزج بينها لخلق حوار فني وثقافي, في بعده العالمي والإنساني".

من
جانبه قال حسن مكري, الرئيس المؤسس للمجلس الوطني للموسيقى, إن تتويج
الفنان الموسيقي, رشيد الركراكي بجائزة "زرياب المهارة" 2008, اعتراف بكل
الأعمال التي قدمها وأبدع فيها سواء كملحن أو كقائد للأركسترا, موضحا أن
هذا الأخير من بين الموسيقيين الشباب الذين ساهموا في تطوير الموسيقى
العربية, وسبق له قيادة فرق موسيقية كبرى في أوروبا.

وأضاف مكري,
الذي سيغني في حفل تسليم "زرياب المهارة" أغنية "بيروت", أن هذه الجائزة,
التي انطلقت بشراكة مع مسرح محمد الخامس, عرفت تتويج موسيقيين أمثال سعيد
الشرايبي, وعبد الوهاب الدكالي, وتوماني دياباتي, مشيرا إلى أن المجلس
الوطني للموسيقى يتوج أيضا نجوم الأغنية سواء في العالم العربي, أو في
أوروبا, عبر جائزة "الرباب الذهبي", الذي منح لفنانين أمثال عبد الهادي
بلخياط , والاخوان مكري, وناس الغيوان, وعبدو شريف وغيرهم, وأن التفكير في
دعم الفنون المغربية توج أيضا بخلق جائزة "الخلالة الذهبية" المخصصة لرواد
الموسيقى الأمازيغية.

وقال إن المجلس الوطني للموسيقى, يعمل في
إطار مثل هذه الاتفاقيات, التي تربطه بمسرح محمد الخامس, أو بعض
المهرجانات الوطنية, على بلورة مفهوم جديد لدعم المشروع الثقافي والفني,
ومن خلاله دعم كل المبدعين مغاربة وأجانب, في إطار من المسؤولية, التي
تفرض الاعتراف بالفنان كمرآة لمجتمعه وبلده نحو الآخر.

ويرى مكري
أن هذه الشراكات, تعمل بشكل جيد في اتجاه تجديد العمل وكذا دعم كل
المبادرات الإيجابية لصالح الفن والفنانين المغاربة, على اعتبار ما يعانيه
هؤلاء من نسيان وتجاهل, معتبرا أن الساحة الفنية المغربية, فقدت العديد من
روادها الذين لم يشهدوا أدنى اعتراف بمستوى عطاءاتهم, لذلك فالمجلس الوطني
للموسيقى, جعل القاعدة التي ينطلق منها في عمله, هي الاعتراف بالفنان حيا,
وتشجيعه على الاستمرار, مؤكدا أن عمل المجلس يهدف أيضا إلى التعريف
بالعطاء المغربي على الصعيد العربي والدولي, إذ يعمل كل سنة على إعداد
تقرير يبعث به لليونيسكو, يتضمن مختلف الأعمال التي أنجزها, والشراكات
التي حققها, والتتويجات التي منحها, وهي عملية يعتبرها حسن مكري, توثيق
عالمي.

يشار إلى أن كل الجوائز التي يقدمها المجلس الوطني للموسيقى, هي عبارة عن منحوتات للنحات التونسي المقيم بالمغرب الصحبي الشتيوي .