MOHAMEDHASSAN
عدد المساهمات : 856 نقاط : 36 تاريخ التسجيل : 21/10/2008
| موضوع: جزاء الصابرين (انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ) الأربعاء ديسمبر 03, 2008 1:00 pm | |
| من الثابت أن الانسان القوي الإيمان المرتبط بربه برباط أساسه الثقة في أنه هو الخالق الرحمن الرحيم الذي لايبخس لأحد حقاً ولا يظلم أبداً لأنه قد حرم الظلم على نفسه قبل أن يحرمه علينا ( ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ) دائماً تجد ذاك الانسان موكلاً جميع أموره الى الله تعالى يشعر براحة كبيرة سواء أصابه الخير أو غير ذلك . فيحمد الله تعالى في كلا الحالتين. ويجعل التفاؤل شعاره في الحياة فلا يظهر أي ضجر او سخط عند نزول المصائب به . وبطل قصتنا هذه هو أحد أولئك المؤمنين الحامدين الشاكرين الراضيين بقضاء الله تعالى وقدره المؤمن بأن الله تعالى لا يظلم أحداً ولا مثقال ذرة من خردل . هي قصة واقعية لأحد المتقين الابرار الأخيار . يقال بأنه كان هناك رجل يعيش في احدى القرى وكان هذا الرجل كلما حل به هم أو غم أو حدث له موقف مهما كانت قسوته عليه لا يردد سوى جملة واحدة هي : ( لعله خيراً ) ويبقى يكررها حتى تهدأ نفسه ويذهب عنه هول أو شدة تلك الحادثة أو الموقف . وكان لديه صديقين مقربين منه يقضي معهما معظم وقته وكانا يستغربان من قوله ذلك ويسألانه . كيف يتحول عندك الشر الى الخير ؟ وذلك عندما تكون الحادثة التي ألمت به قوية وشديدة الوقع ويترتب عليها تداعيات مؤثرة بشكل سلبي على حياته ومع ذلك لايسمعان منه سوى ترديد جملته المعهودة تلك ( لعله خيراً ) وفي أحد الأيام عندما كان يمشي في الطريق مع صديقيه في مكان قريب من ملعب لأبناء تلك القرية وكانوا يتنافسون في الرمي بالنبال فإذا بنبلة احدهما تنطلق باتجاه عين ذلك الرجل المعروف بتوكله على الله تعالى فتستقر على احدى عينيه مسيلة ماءها مما أدى به الى أن يفقد بصره في تلك العين ولكنه على الرغم من هول تلك المصيبة لم ينطق لسانه بغير عباراته المعهودة ( لعله خيراً ) ويكررها فما كان من بعض الناس المتجمهرين حوله إلا أن قالوا له : اتق الله يارجل أو بعد فقد عينك خير ؟ أي خير هذا الذي ترجوه بعد هذه المصيبة ؟ فلم يعر كلامهم ذلك أي اهتمام ولم ينطق بغير تلك الجملة المعتادة واستمر في تكرارها . مضت الأيام وتبعتها الشهور فالاعوام وذاك الرجل المؤمن على حاله المعهود . وفي أحد ايام موسم الصيد اعتزم هو وصديقيه المقربين الذهاب الى البراري المجاورة لممارسة هوايتهم المفضلة وهي صيد الغزلان البرية . فشدوا رحالهم واتجهوا الى احدى الغابات المعروفة بوفرة غزلانها ويشاء الله سبحانه وتعالى فيضلون الطريق ويتجهون باتجاه موطن احدى القبائل الوثنية التي تمارس بعض الطقوس الدينية عند حاجتها الى نزول الامطار وجدب الأرض فيقدمون لآلهتم المزعومة القرابين من البشر من ذوي القوة والصحة حتى يسترضونها فتنزل حسب زعمهم الباطل الامطار . وأثناء سير الاصدقاء الثلاثة في تلك المنطقة اذا بأفراد من تلك القبيلة يمسكون بهم ويأسرونهم ويغلقون عليهم الأبواب . وعندما أقبل الليل سمعوا ضرب الدفوف واطلاق التمتماة المختلفة من أفراد القبيلة ومن ثم إذا بباب السجن يفتح عليهم لإخراجهم وذبحهم ليكونوا قرابين الآلهة فبدأوا بذاك المؤمن الذي لم ينطق لسانه يوماً بأي اعتراض على قضاء الله تعالى وقدره فأمسكوا به وتفحصوا هيئته فأول ما وقعت أعينهم على عينه المفقؤة كثر هرجهم ولغطهم ثم أخرجوه والقوا به بعيدا عن مكان الحفل حتى يتخلصوا منه ولا تغضب عليهم آلهتم لتقديمهم قربانا به هذا العيب الكبير . ومن ثم أخرجوا صديقيه الصحيحين الخاليين من العيوب وأكملوا حفلهم وذبحوهما قرابيناً لآلهتهم . وعندما استجمع بطل قصتنا قوته واستوعب الحادثة استطاع أن يسير في الاتجاه الصحيح ووجد من أعانه به الله تعالى على الوصول سالماً الى بلده . فاستقبله أهله وأصدقاؤه بكل الحب والترحاب . وعندما سألوه عن رفيقيه اللذين كانا برفقته . صمت قليلاً ثم قال لهم : اتذكرون ذلك اليوم الذي فقئت فيه احدى عيني فقلت لكم لعله خيرا؟ فلمتونني على ذلك وقلتم لي : أي خير يأتي بعد أن فقدت إحدى عينيك ؟ قالوا بلى ومن ينسى ذلك اليوم المشؤم ؟ فرد عليهم : بل هو والله كان اليوم الذي تفضل فيه الله تعالى علي بما ينقذني به من أن اقدم قرباناً لآلهة الوثنين ويكون مصيري كمصير صديقي الحبيبين , وقص عليهم القصة كاملة وبين لهم بأن سبب انقاذه من أن يقدم قرباناً لآلهة الوثنيين واطلاقهم سراحه دون صديقيه هو هذه العين المفقؤة . ثم قال لهم : الم أكن محقاً عندما قلت عند اصابتها : لعله خيراً ؟ فنطقوا بصوت واحد : بلى والله انك كنت أصوبنا وأعلمنا بمافيه خيرك . ومنذ ذاك اليوم اصبح شعار ( لعله خيراً ) عاماً لدى جميع من عرف ذاك الرجل الصادق الإيمان . وهو شعاري أنا شخصياً منذ معرفتي بهده القصة . فجربوا اخواتي واخواني الأفاضل أن تجعلوه شعاركم وسوف تكونون من الرابحين بإذن الله تعالى . __________________
يا صاحب الهمّ إنّ الهمّ منفرج... أبشر بخير فإنّ الفـــــــارج الله وإذا بُليت فثق بالله وارض به .... إنّ الذي يكشف البلوى هو الله الله يحدث بعد العسر ميسرة ... لا تجزعنّ فإنّ الصانـــــــــــع الله والله ما لك غير الله من أحــــد ...فحسبك الله في كلّ لــــك الله منقول للفائده
|
| |
|