3- التصنيف Taxonomy
يعتمد في تصنيف جميع أنواع
النيماتودا المكتشفة على الفروق التشريحية لأعضاء وأجهزة الجسم المختلفة،
وعلى الأخص فجوة الفم والرمح إن وجد، وشكل المريء وشكل الذنب، كما يعتمد
على تركيب الجهاز التناسلي ومظهر الجسم الخارجي وبنيته.
تنتسب النيماتودا إلى
المملكة الحيوانية حيث تصنف الأفراد المتشابهة بالصفات في مجموعة واحدة
تسمى سلالة Race والسلالات المتماثلة تجمع في نوع واحد Species والأنواع
المتقاربة تجمع في جنس واحد Genus والأجناس التي تمت الى بعضها بصفات خاصة
تجمع في عائلة واحدة Family والعائلات ذات القربى تجمع في رتبة واحدة
Order ثم ان الرتب المتشابهة تجمع في صف واحد Class ويجمع الصفوف قبيلة
واحدة هي قبيلة النيماتودا:
Nemathelmintha أو Phylum: Nematoda التي تعتبر إحدى أكبر قبائل المملكة الحيوانية.
ذكرنا في المقدمة انه تم
اكتشاف ما يزيد عن -15- ألف نوع من النيماتودا، ونضيف بأن جميع الأنواع
تتبع -11- رتبة وصفين، وما يهمنا منها جميعا هو بضع مئات من الأنواع تشكل
في مجموعها أنواع النيماتودا المتطفلة على النباتات الاقتصادية والتي تتبع
-42- جنس قد وضح الشكل رقم (1) أوسعها انتشاراً. علماً بأن جميع الأجناس
الضارة بالنباتات تتبع رتبتين فقط هما:
Tylenchida و Dorylaimida.
4- دورة الحياة والتكاثر Life Cycle and Reproduction
دورة حياة معظم أنواع
النيماتودا الضارة بالنباتات بسيطة ومتشابهة، فالديدان تمر بثلاثة أطوار
هي طور البيضة ثم طور اليرقة وأخيراً طور الدودة البالغة، فالبيض الذي
تضعه الأنثى يفقس الى يرقات (ديدان) صغيرة تنمو وتمر بأربعة أعمار، وتنتقل
اليرقة من عمر الى آخر بانسلاخ جلدها، وأول انسلاخ يجري داخل البيضة، وبعد
الانسلاخ الأخير تصل اليرقة الى تمام نموها حيث تتميز جنسياً الى ذكر أو
أنثى بالغين. علماً بأن الأنثى تضع من 30- 2000 بيضة حسب نوعها والظروف
البيئية المحيطة بها. أما تكاثر النيماتودا فيتم بثلاثة طرق هي:
1- التكاثر الجنسي Sexual
Reproduction وهو الشائع في النيماتودا حيث تتزاوج الذكور مع الإناث لتقوم
الإناث بوضع بيوض خصيبة تعيد دورة الحياة من جديد.
2- التكاثر الخنثوي
Hermaphroditic Reproduction تقوم الإناث عند غياب الذكور بإنتاج البويضات
بالإضافة الى الحيوانات المنوية الذكرية داخل جهازها التناسلي، وتضع
الإناث بيوضاً لا تختلف في شيء عن البيوض الناتجة بالطريقة السابقة.
3- التكاثر أو التوالد
البكري Parthenogenetic Reproduction تتميز بعض أنواع النيماتودا بأن جميع
أفرادها إناث وجميعها لا تضع بيوضاً إنما تلد مباشرة يرقات صغيرة مشابهة
لأمهاتها دون عملية تلقيح مع الذكر.
تستغرق دورة حياة النيماتودا
من البيضة الى البيضة 3- 4 أسابيع في الظروف البيئية المناسبة، وأطول من
ذلك بكثير خصوصاً عندما تنخفض درجة حرارة التربة. مع العلم بأن اليرقات
الصغيرة التي في عمرها الأول وأحيانا الثاني لا تكون قادرة على إصابة
النباتات، إذ تعتمد في تغذيتها على المواد المخزونة في البيضة، أما
اليرقات الأكبر في العمرين الثالث والرابع والطور البالغ فهي التي تتغذى
على الجذور الحية، وبعضها على المجموع الخضري، فان لم تجد النباتات
المناسبة لتغذيتها توقف نموها وتكاثرها الى ان تموت جوعاً. ونشير بأن
البيوض وأحيانا يرقات بعض أنواع النيماتودا تظل في حالة سكون بالتربة
سنوات عديدة، فاليرقات لا تخرج من سكونها والبيوض لا تفقس حتى تزرع الأرض
بمحصول مناسب لتغذيتها.
5- أنواع التطفل Types of Parasitism
جميع النيماتودا الضارة
بالنباتات هي طفيليات إجبارية، بمعنى انها لا تستطيع العيش والتكاثر ما لم
تحصل على غذائها من عوائلها النباتية الحية بما فيه بقايا الجذور أحياناً،
وهناك من أنواع النيماتودا ما يصيب عدد محدود من النباتات بينما أغلب
الأنواع يمكن لها أن تتطفل على عدد كبير جداً من المحاصيل الزراعية، كما
تختلف النيماتودا في نوع تطفلها فإما أن تدخل النباتات وتتغذى على أنسجتها
من الداخل وتسمى طفيليات داخلية أو أنها لا تدخل الأنسجة النباتية إنما
تتغذى على السطح الخارجي للجذور أو الأجزاء النباتية الأخرى وتسمى طفيليات
خارجية (شكل رقم 3) علماً بأن بعض الطفيليات الداخلية تتطفل من الخارج في
جزء من حياتها وتسمى طفيليات نصف داخلية.
تختلف الديدان الثعبانية في
سلوكها أثناء تطفلها، فكلا الطفيليات الداخلية والخارجية إما أنها تقيم في
المكان الذي تتغذى عليه ولا تغادره وتدعى بأنها مقيمة أو أنها تنتقل أثناء
تغذيتها من موضع الى آخر وتدعي بأنها منتقلة، علماً بأن النيماتودا
المقيمة قد تكون في بداية حياتها منتقلة لحد ما.
شكل رقم (3) رسم تخطيطي يبين
جذور دقيقة مصابة بطفيليات خارجية (التقصف والحلقية والشوكية) وأخرى
داخلية أو نصف داخلية (الحوصلية وتعقد الجذور والتقرح).
6- البيئة والانتشار Ecology and Spread
تمضي النيماتودا الضارة
بالنباتات كل حياتها أو جزء منها في التربة، ولكل تربة أنواع من
النيماتودا خاصة بها، حتى أتربة الصحاري فيمكن أن يعثر فيها في المواسم
الرطبة على بعض الأنواع وبكثافة عالية أحياناً.
تعتبر الأتربة الرملية
والخفيفة ملائمة لانتشار أغلب أنواع النيماتودا بينما لا يوجد في الأتربة
الطينية الثقيلة سوى أنواع محدودة خاصة بها. وتتكاثر النيماتودا بسرعة
فائقة في التربة الجيدة التهوية ذات الرطوبة المعتدلة والحرارة الدافئة
نوعا، كما تحوي الحقول الزراعية المروية ذات الخصوب المرتفعة والمحاصيل
المكثفة على حوالي 10- 30 نوع من النيماتودا بأعداد هائلة تعد بمئات
الملايين من الديدان في المتر المربع الواحد، بالمقابل فإن جفاف التربة
كثيراً مع ارتفاع حرارتها تقضي على جميع أنواع النيماتودا في الطور اليرقي
الغير ساكن.
تتوزع الديدان في الحقل
المصاب على شكل مستعمرات متناثرة، لذا فقد نجد نباتات مصابة بشدة والى
جانبها على بعد أمتار قليلة نباتات خالية من الإصابة، ثم أن أعظم الديدان
توجد حول جذور النباتات أو داخل أنسجتها، وعلى عمق يمتد من سطح التربة
وحتى 30 سم ولو أن الديدان تصل في تعمقها مع الجذور حتى 150 سم أو أكثر.
ما يسترعي الانتباه أن جذور
النباتات تطلق مواد في التربة المحيطة تشجع على فقس البيوض الساكنة لأنواع
معينة من النيماتودا، بعد ذلك تنجذب اليرقات الفاقسة الى تلك الجذور وتأخذ
في التغذية عليها والتكاثر السريع، ويتوقف التكاثر قرب نضج النباتات
الحولية أو سكون الأشجار في أواخر الخريف والشتاء حيث تدخل البيوض
وأحياناً يرقات بعض الأنواع طور البيات أو السكون، وتعود تلك البيوض الى
الفقس واليرقات الى الخروج من سكونها عند زراعة النباتات العائلة أو نشاط
الأشجار من جديد.
تتحرك النيماتودا بجسمها في
التربة ببطء شديد، ولا تزيد المسافة التي تقطعها طيلة حياتها عن متر واحد،
وأقل من ذلك بكثير ان كانت التربة ثقيلة وغدقة بالماء، لهذا السبب
فالديدان الثعبانية لا تنتقل من نفسها الى الحقول المجاورة السليمة إنما
تنتشر في الحقول مع مياه الري والصرف، وتنتقل مسافات بعيدة مع الأتربة
الملوثة التي تلتصق بالآلات الزراعية وبوسائط النقل المختلفة أو بالعواصف
الترابية، كما تنتقل آلاف الكيلومترات أثناء استيراد وتصدير الغراس
والبذور والمواد الزراعية الملوثة بالنيماتودا.
كما أن الأنواع القليلة من
النيماتودا التي تصيب المجموع الخضري فإنها تخرج من التربة وتصعد سوق
النبات وتسير على سطوح الأوراق بحركة جسمها، أما انتشارها لأبعد من ذلك
فيجري عند تناثرها بالأمطار الهاطلة أو بالرياح التي تنقلها لمسافات بعيدة.