عدد المساهمات : 378 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 08/11/2008
موضوع: الذات الالهية للدكـــ محمد راتب النابلسي ــــور الأربعاء نوفمبر 19, 2008 2:33 pm
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
اقدم لكم اليوم
الدكتور محمد راتب النابلسي
الذات الالهية
فهناك مجموعة حقائق أضعها بين أيديكم في موضوع البحث عن الذات الإلهية ، الحديث عن الذات الإلهية له خصوصية دقيقة جداً ، وأي خطأ أو ذلل نقع فيما لا تحمد عقباه، لأن الموضوع ليس حكماً شرعياً فيه اجتهادات عديدة ، وليس الخطأ فيه كالخطأ في أي موضوع آخر .
أيها الأخوة : الحقيقة الأولى ينبغي أن نثبت لله عز وجل ما أثبته لنفسه في كتابه ، أن نثبت له أسماء وصفات لم ترد في كتاب الله ولا في سنة رسوله هذا انحراف خطير في العقيدة ، أن نثبت لله ما أثبته الله تعالى لنفسه ، وما أثبته له رسوله المعصوم ، ففيما يتعلق بالذات الإلهية الأمر دقيق جداً ، محاسبون على الحرف والكلمة والفكرة من غير تحريف ولا تعقيل ومن غير تكييف ولا تمثيل .
إذا قال الله عز وجل : إذا كان ثلث الليل الأخير نزل ربكم إلى السماء الدنيا ، لا يصح أن يقول أحدنا ، ينزل الله من درجة إلى درجة ! هذا ممنوع ، لا تمثيل .
(سورة الرعد)
الاستواء معلوم والكيف مجهول ، ولا تعطيل أثبت الله لذاته السمع ، أنا أقول السمع ليس جزءاً مضافاً لذاته ، العقل هنا لا يستطيع أن يقول كلمة واحدة .
إخواننا الكرام : العقل متعلق بالمحسوسات ، فالشيء إذا ظهرت آثاره وغابت ذاته للعقل مجال كبير يصول ويجول ، شيء غابت ذاته وبقيت آثاره ، المجال عقلي ، أما الذات الإلهية مستحيل وألف ألف مستحيل أن نقترب من معرفة حقيقتها ، الدليل :
(سورة البقرة)
يقول الصديق رضي الله عنه : العجز عن إدراك الإدراك إدراك ! أنت أمام البحر المتوسط، لو سألك إنسان كم لتر هذا البحر ؟ أي رقم تقوله معنى ذلك أنك جاهل ، إذا قلت لا أدري ، فلا أدري هي العلم ، فالله عز وجل أثبت لذاته في كتابه أسماء وصفات ، وأثبت له النبي في سنته الصحيحة أسماء وصفات ، وهذه أمور توقيفية لا يجوز أن نثبت صفة لم ترد في الكتاب ولا في السنة نثبت ما أثبت الله لذاته ، وما أثبت له نبيه من دون تحريف ولا تعطيل ولا تكليف ولا تمثيل ، لأن ليس كمثله شيء ، درس عقيدة ، لا مجال لرأي شخص إطلاقاً ، رأي شخصي مرفوض ، الله قال : ليس كمثله شيء ، أي من دون تمثيل ، قال : " ربي أرني أنظر إليك " قال إنك لن تراني ، إذاً لا تدركه الأبصار .
فلا تحريف ولا تعقيل ولا تمثيل ولا تكليف ، قال : لأن الله أعلم بنفسه من خلقه ، ورسوله أعلم الخلق بربه ، والحقيقة المطلقة أنه لا يعرف الله إلا الله ، بل إن أعرف الخلق بالله هو رسول الله وهو معصوم ، في موضوع الذات الإلهية لا يوجد ولا كلمة زائدة ، نثبت ما أثبت الله لذاته في كتابه .
القاعدة الثانية : نفي ما نفاه الله عن نفسه في كتابه ، أو ما نفاه عنه نبيه في كتابه مع اعتقاد كمال ضده لله تعالى ! كيف ؟؟!!
الله عز وجل نفى عن ذاته الموت هو الحي الباقي ، إذاً يتضمّن كمال حياته ، نفى عن نفسه الظلم ، إذاً يتضمّن كمال عدله ، نفى عن نفسه التعب ،
(سورة ق)
هذا النفي يتضمن كمال قدرته ، نفى عن نفسه أنه لا يعذب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض لكمال علمه ، ولا يظلم ربك أحداً ، نفى عن نفسه الظلم لكمال عدله
(سورة البقرة)
لكمال حياته وقيّومته ، لا تدركه الأبصار لكرامة جلاله وعظمة كبريائه ، إذا نفى عن نفسه شيء يجب أن تعتقد كمال الضد ، ليس الضد فقط ، نفى عن نفسه الظلم هناك عبارات يتصدق بها المثقفون إلى حد ما ، لا يوجد عند الله إلى حد ما ، هذا عند البشر فقط ، نفى عن نفسه الظلم عدله مطلق ، نفى عن نفسه التعب قدرته مطلقة ، نفى عن نفسه الجهل بشيء علمه مطلق ، هذه القاعدة الثانية ، والحقيقة الثانية
(سورة الأنعام) هذا نفي
(سورة الشورى)
هذا نفي ، فنثبت وننفي ما أثبت ونفى ، ونثبت وننفي ما أثبت له النبي ونفى ، من دون تحريف ولا تعطيل ولا تكليف ولا تمثيل ، لأن الله تعالى أعلم بنفسه من خلقه ، والنبي صلى الله عليه وسلم أعلم بربه من كل الخلق ، هناك حقائق أضعها بين أيدي الأخوة المؤمنين حينما يصلون ف بحثهم وتصورهم إلى الذات الإلهية .
صفات الله عز وجل توقيفية ، لا مجال للاجتهاد فيها ، أكر عبقري ومجتهد وعالم لا يستطيع أن يضيف ولا يحذف ، معنى توقيفي أي محدد تحديد كامل ، فلا يثبت منها إلا ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله ن ولا ينفى عن الله عز وجل إلا ما نفاه عن نفسه ونفاه عنه رسوله ، الموضوع ليس اجتهادياً ، يقابل الاجتهادي التوقيفي ، موضوع منتهي محدد محصور ! ما أثبته الله لنفسه وما نفاه عن ذاته العلية ، إضافات واستدراكات وحذف وتعديل ومداخلة هذا كله ممنوع ، هذه الحقيقة الثالثة .